تابعت باهتمام وتقدير جهود المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مشروع «تطوير لغة الإشارة الأكاديمية لمدارس الطلبة الصم في المملكة» الممول من قبل الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا) والذي يأتي ضمن سلسلة من البرامج التدريبية المتخصصة لرفع وعي الكوادر التعليمية في مدارس الطلبة الصم بـ"القاموس الإشاري المستحدث للمصطلحات الأكاديمية» المطور من قبل اللجنة الفنية المختصة من خبراء لغة الإشارة.
وعلمت أيضا أن هذه البرامج التدريبية التي تستمر على مدار ثلاثة أسابيع، تستهدف تدريب نحو 500 معلم ومشرف تربوي وإداري من العاملين في مدارس الطلبة الصم البالغ عددها 13 مدرسة في أقاليم المملكة الثلاثة إضافة إلى مراكز التأهيل المجتمعي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وبعض معلمي الجمعيات الاهلية الخاصة بالصم، ويشمل البرنامج التدريبي الذي يعقد في كل من عمّان ومحافظتي الكرك والعقبة بواقع 15 جلسة تدريبية، التدريب على القاموس الأكاديمي المستحدث من قبل اللجنة الفنية لتطوير لغة الإشارة، إضافة إلى تطبيق عملي على استخدام موقع سوسل العالمي الخاص بقواميس لغات الإشارة.
أشير بالاعتزاز إلى أن لجنة تطوير لغة الإشارة التي تضم في عضويتها معلمين وخبراء في التعليم من الأشخاص الصم عملت على تطوير أكثر من 1600 مصطلح أكاديمي منذ بداية المشروع، وشملت المصطلحات مصطلحات متخصصة في مباحث العلوم المختلفة، واللغتين العربية والانجليزية، والعلوم الاجتماعية، والتربية الإسلامية، والثقافة العامة، والثقافة المالية، والرسم الصناعي، والتي سيرتفع عددها إلى 2000 مصطلح مع نهاية المرحلة الأولى من المشروع والذي يعد الأول من نوعه في الأردن ويهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية للطلبة الصم من خلال حصر المصطلحات الاكاديمية ضمن المناهج الدراسية غير المتوفرة بلغة الإشارة من مرحلة الروضة وحتى الثانوية العامة واستحداث إشارات للمصطلحات العلمية لاعتمادها ضمن القاموس الإشاري الأردني.
عاصرت فيما مضى (قبل التقاعد من وزارة التربية والتعليم عام 2019) مساهمة الوكالة الكورية للتعاون الدولي (جايكا) وعلاقات التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتي شملت إنشاء وتأثيث مدرسة ماركا لذوي التحديات السمعية، ومدرسة الأمير راشد في منطقة أيدون في إربد، و3 مدارس أساسية وثانوية لدعم خطة الاستجابة للأزمة السورية في محافظات إربد والمفرق والزرقاء، وتزويد المدارس بالأثاث والتجهيزات اللازمة، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة صناعية متخصصة في محافظة الزرقاء، إضافة للعديد من المنح الدراسية للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه من إحدى الجامعات الكورية وفي عدد من المجالات وبرامج المتطوعين الكوريين في الأردن.
من أجل االطلبة الصم ثمة العديد من الجهود المشتركة والبرامج المنفذة والهام في هذا المجال التشخيص المبكر لضعف السمع والذي يؤثر على التحصيل الدراسي سلبا وقد لا يكتشف سوى في مراحل متقدمة.
دعم الطلبة الصم مسؤولية تتحملها العديد من الجهات والمؤسسات علّ الجهود المباركة للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تتصدر تلك الجهود مشكورا، إضافة للقطاع الخاص بما يوفره من أجهزة ومعدات وخدمات طبية وسمعية.
للأهل وأولياء الأمور دور كبير في الكشف المبكر للإعاقة السمعية وتشجيع التحاق الطلبة في التعليم والتعاون مع الجهات المعنية بشكل مثمر للتخفيف قدر الإمكان من التحديات والعقبات الحياتية وظروف الإعاقة.
الشكر والتقدير موصول أيضا للمختصين من الأطباء والفنيين والخبراء والمراكز في مجال الرعاية الصحية والباحثين والذين يعملون من أجل الطلبة الصم وخدمتهم وتوفير ما يلزم لهم من متطلبات وظروف مساعدة ومناسبة للعلاج.
لكن يبدو واضحا ومع أحداث غزة أن ثمة صمتا مخزيا لمن لا يسمع صوت القتل والدمار والإبادة، فما هو العلاج لمن به صمم؟