تعتبر الانتخابات الرئاسية الأميركية واحدة من أبرز الأحداث السياسية العالمية التي تجذب اهتماماً كبيراً نظراً لتأثيراتها العميقة على السياسات الدولية والداخلية، مع اقتراب الانتخابات المقبلة، تزداد التوترات بين الحزبين الرئيسيين"الجمهوري والديمقراطي»، صعود دونالد ترامب نتيجة لتخبط إدارة بايدن وانقسام الناخبين الأميركيين.
إدارة بايدن تعرضت لانتقادات واسعة بسبب القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية، مثل الانسحاب المفاجئ من أفغانستان، مما أدى إلى فوضى وسقوط سريع للحكومة الأفغانية، بالإضافة إلى ذلك، التوترات المستمرة مع روسيا والصين وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، جعلت العديد يشككون في قدرة الإدارة على التعامل مع التحديات الدولية بفعالية، على الصعيد الداخلي يواجه بايدن تحديات عديدة منها التضخم المرتفع الذي أثر سلباً على معيشة المواطنين، وتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين، واستمرار تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد والصحة العامة? هذه العوامل أسهمت في انخفاض مستوى الرضا عن أداء الإدارة.
ترامب، المعروف بشخصيته الكاريزمية والمثيرة للجدل، يمتلك القدرة على جذب اهتمام الناخبين عبر خطاباته المباشرة وتواصله الفعال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذه القدرات تجعله قادراً على مخاطبة القاعدة الشعبية وإثارة الحماس بينهم، مما يعزز من فرص نجاحه، إضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيته الانتخابية التي تركز على استهداف الناخبين المتحولين، الذين يشعرون بالإحباط من الوضع الحالي ويسعون إلى تغييرات جذرية، تعزز من موقفه بشكل كبير.
النقاط الرئيسية التي يمكن أن يعتمد عليها ترامب لتحقيق النجاح تشمل القضايا الاقتصادية، مثل محاربة التضخم وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تحسين السياسة الخارجية وتعزيز الأمن القومي، قدرة ترامب على تقديم حلول ملموسة وفعالة لهذه القضايا يمكن أن تجذب الناخبين المتحولين، الذين يبحثون عن قادة يمكنهم تحقيق استقرار وازدهار أكبر للبلاد.
ينسب أنصار بايدن وترامب بشكل عام سمات إيجابية لمرشحيهم، مع وجود نسبة أصغر تصفهم بعبارات سلبية. يرى معظم ناخبي ترامب وبايدن أن مرشحهم يهتم باحتياجات الناس العاديين بشكل جيد، كما يعتبر أغلبية الناخبين مرشحيهم صادقين، لكن أنصار بايدن يرون بايدن أكثر صدقاً من أنصار ترامب الذين يرون ترامب صادقاً، بينما يعتقد الغالبية العظمى من مؤيدي ترامب أن ترامب يتمتع بذكاء عقلي، فإن نسبة أقل بكثير من مؤيدي بايدن يرون هذا الوصف ينطبق على بايدن، كما يعتقد عدد أقل من أنصار بايدن أن بايدن شرير مقارنة بأنصار ترامب الذين يرون أن ت?امب شرير، وأخيراً، يصف حوالي ثلث مؤيدي كلا المرشحين بأنهما محرجان.
بايدن يظهر قدرته على التعامل بشكل جيد مع المسؤولين المنتخبين في الحزب الآخر، بينما يبدي القلق بشأن قدرات ترامب في هذا الجانب، الناخب يرى أن بايدن يمكنه اتخاذ قرارات أفضل في سياسات مثل الإجهاض، في حين يُعتبر ترامب يتفوق بشكل خاص في مجالات مثل الاقتصاد والهجرة، ترامب يتمتع بسجل حافل في تحفيز النمو الاقتصادي، مما جعله مفضلاً بين الناخبين الذين يعتبرون الاقتصاد احدى القضايا الرئيسية، بالإضافة إلى ذلك، يعزز ترامب سياسته المتشددة في مجال الهجرة، مما يلقى تأييداً بين الناخبين الذين يرون في قضايا الهجرة أمراً مهما? يجب التعامل معه بحزم.
في النهاية، الانتخابات الأمريكية المقبلة ستكون بلا شك اختباراً مهماً للسياسة الأمريكية وقدرتها على التكيف مع التحديات الحالية، التركيز على الناخبين المتحولين واستغلال نقاط ضعف الإدارة الحالية، يمكن أن تكون العوامل الحاسمة التي تسهم في نجاح الجمهوريين وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
