م. فواز الحموري
رحم الله الأستاذ القدير عزّت عوف زاهده، كان معنا في أعز مكان؛ في رحاب الجامعة الأردنية ومكتبتها وذلك عصر يوم الأربعاء الموافق17 تموز ٢٠٢٤، حيث قضى فيها الراحل سنوات من عمره وأعطى بسخاء وحكمة ودماثة وخدم طلبة العلم والباحثين باخلاص واقتدار وعلى مدى سنوات تطور الجامعة الأردنية ومسيرتها العلمية والإدارية.
كان معنا يتجول بسعادة وفخر واعتزاز لصدقة تلك الجارية التي حملت أسمه والذي له منه نصيب في الاسم والوسط والأخير وله من اولاده وبناته خير ذرية علمهم ورباهم وأحسن اليهم ولشريكة حياته والتي نرجوها لها موفور الصحة وثوب العافية.
مبادرة مقدرة من أهل بيت الراحل الأستاذ عزّت زاهده، واستجابة طيبة من إدارة الجامعة الأردنية تعكس الوفاء للكتاب والذي كان صديقا ومرافقا للمرحوم الأستاذ عزّت زاهده وتربطه به علاقة خاصة ووثيقة.
جاء تحديث القاعة بدعم من أبناء الراحل عزّت زاهده، والتي عين المكان الذي كان يضم مكتب والده الذي حرص على رفد مكتبة الجامعة، وأسس منذ السبعينيات من القرن الماضي قسم المراجع، ويأتي هذا الدعم اعتناء من أبناء الراحل ورد الجميل للجامعة الأم وإحياء لروح والدهم.
نعم كان الراحل الأستاذ عزّت زاهده بينا ومعنا وكأنه معنا أجيال الملتحقين بالجامعة الأردنية على مر السنوات، يقصدونه ويطلبون عونه ودعمه وإرشاده، يلبي من ثم بروح أبوية طلباتهم وجميع المتواجدين في مكتبة الجامعة الأردنية بدماثة وخلق وكرم وحنان وعطف وحفاوة.
ما زلت أذكر بالخير اتصال وتواصل الراحل الأستاذ عزّت زاهده معي والسؤال عن رسالة المعلم وطلب الحصول على نسخ منها والتشرف بتأمينها له وكذلك تلك الرسائل بخط يده الجميل، حياني هذا اليوم وودعني تماما كما كان يلوح لي مبتسما وراضيا عني بطلته البهية وعباراته المنتقاه، الله يرضى عليك ويوفقك يا بني.
جميل ورائع الحدث والتكريم والوفاء لشخصية الراحل عزّت زاهده (أبو عماد)، وهو من أعمدة الوطن والذين اناروا بالعلم والمعرفة درب الآخرين وقدم الكثير من جهده ووقته للكتاب وقد كان معتمدا لمكتبة الكونجرس الأمريكية ومرجعا بالترجمة لما تمتع به من اتقان للغة الإنجليزية ولصفات ومكارم أخلاقية جعلته صديقا مقربا من الجميع.
نشكر رئاسة الجامعة الأردنية وإدارة مكتبتها لتجاوبها مع مبادرة أبناء الراحل ونتمنى المزيد من مثل هذه اللفتات الكريمة والمشاركة المجتمعية ولعلها الرسائل والمساهمات الإيجابية المشرفة تجاه الوطن والمجتمع باقتدار والتي نحي من خلالها الجهود الرائعة والمتوجة بالخير والبركة والطيب.
كان الراحل عزّت زاهده التربوي والمكتبي يتجول بيننا في أعز مكان له ولنا، نترحم على روحه وسائر من انتقل لى دار الحق، وخلف مسيرة عطرة زكية ونرجو أن نكون على عهدهم وخطاهم بعون الله.
[email protected]