ثمة العديد من الملاحظات التي ينبغي متابعتها عند الحديث عن الهم الداخلي والوطني وعند تناول موضوعات ذات صلة وثيقة بالمواطن والدولة، والتي ترتبط بالتشريعات وتطبيق النظام وأي تعديلات تتعلق بمجالات الحياة اليومية السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والتي تشكل عدة ملفات أمام المسؤول العام.
الملاحظة الأولى تكمن في جعل أهل الاختصاص والمعرفة والخبرة ليشكلوا المرجع للحديث والنقاش والإدلاء برأيهم الفني الدقيق؛ هم الأقدر على تشخيص الحالة وتقديم النصح والإرشاد، وتصويب الوضع بحيادية وتجرد من العواطف والانفعال.
الملاحظة الثانية تتعلق بالتعميم الفوري وإسقاط التهم وبث السلبية ونشر الإحباط عند تناول قضية معينة في الأمر الداخلي، دون التريث وجمع المعلومات والحقائق والانتظار قبل إصدار الأحكام المطلقة بسخاء.
الملاحظة الثالثة لها علاقة بتقبل الحوار الموضوعي والوصول إلى نقاط توافق وانسجام؛ لسنا أعداء ولا تربطنا في بلدنا الحبيب سوى علاقات الاحترام والتقدير والمودة، علينا تقبل الرأي والرأي الآخر ضمن حدود المنطق والأدب والأصول والقيم، ولعلنا نتابع ما يتم في مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات «الواتس أب»، ونرى العجب وللأسف.
الملاحظة الرابعة تشير إلى الهجوم على الحكومة وأجهزة الدولة ومن يقف إلى جانبها وكأننا في صراع دائم ضد القرارات التي تتخذ تجاه مضمون العديد من الملفات الداخلية والخارجية؛ ثمة فرق بين الرأي الشخصي وبين الحكم المستند إلى النهج والتخصص والمعرفة، لست مع مبدأ «مع وضد»، بل مع نهج الإصلاح إن صح التعبير.
الملاحظة الخامسة هي موجهة لمن يمسك بالقلم ويكتب وينشر ولمن يجب أن تكون له رسالة واضحة في الحياة تدعمها قيم نبيلة من الشهامة والحكمة والروية والاستقامة؛ الكتابة وخصوصاً في المقال هي رسائل يومية مفيدة ومناسبة جداً للنقد البناء وإثارة الاهتمام للعديد من الجوانب المحلية بشكل مختصر وسريع، والمهم فيها أن تكون إيجابية بقدرما تقدم من نقد وجوانب تحتاج لتسليط الضوء عليها في صفحة حياتنا ومعيشتنا اليومية.
الملاحظة السادسة تتجلى في مخافة الله في جميع ما يصدر عنا من فعل وقول وشهادة بحق ما نعيش ونتفاعل سواء على المستوى الشخصي والأخلاق العامة والتعامل مع الآخرين أو في المجالات كافة لنعي بحق فلسفة أننا عابرو سبيل في هذه الدنيا ولا يوجد ما يستحق من تنافس وسباق وحسد وغيرة؛ ولنمضي منها إلى دار الحق بهدوء وسلام.
الملاحظة السابعة خاصة بالاشتغال والاستغراق بالعمل السياسي والانخراط في هذا المجال والذي يتطلب الكثير من الصفات والمهارات والقدرات والتي قد لا تتوفر فقط بمن يملك المال ودعم الأهل والأقارب، بل هي مجموعة من مقومات القيادة للتعامل مع مصالح وعلاقات وتوازنات وقرارات ومواقف وتحديات يسجلها التاريخ الشخصي للسياسي في سيرته الذاتية؛ هو مجال قد يتسع للتجربة، لكنه بالمقابل مخاطرة ليست محمودة العواقب!.
الملاحظة الثامنة ثمينة للأسرة لتبني الحوار والنقد البناء والمشاركة في صنع القرار العائلي وإحترام الكبير وتقديره والعطف على الصغير ورعايته؛ لا بد للنظر لهذا المكون وثقافته وتطلعاته وتوجهاته ووسائل معيشته واهتمامه والمفارقات الكثيرة التي يتعرض لها عبر وسائل المعرفة الحديثة وسيل المعلومات الكثيفة ومحاولات إفساد الأسرة والمجتمع.
الملاحظة التاسعة للصور المتلاحقة والتي تبين حجم المساعدات الأردنية المقدمة للأهل والأشقاء في فلسطين وغزة والتي لم تٌنصف بحق ما يقوم به الأردنيون من عمل وجهد مشرف ومخلص وفي المجالات كافة، نعم حبذا لو يتم الوفاء للأردن ولتلك المحاولات الإنسانية بشكل أكبر.
الملاحظة العاشرة في صميم الموضع وجوهره: «أن تُشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام».