مشاعر ممزوجة تغمر قلوب الأهالي في يوم تخرج أبنائهم؛ إذ أن يوم التخرج هو يوم استثنائي مليء بالعواطف المختلطة والمشاعر الجياشة، وفرحة غامرة وفخر عظيم يملآن قلوب الأهالي وهم يشاهدون فلذات أكبادهم يتوجون جهودهم وسنوات من الدراسة وطلب العلم الدؤوب بشهادة علمية تُمثل مفتاحًا لمستقبل واعد.
فالحياة الجامعية عبارة عن رحلة مليئة بالتحديات والتضحيات، وأكثر من يُدرك جيدًا حجم التحديات والتضحيات والمعاناة التي واجهها الأبناء خلال رحلة الدراسة هم أولياء الأمور (الأب السند الذي يواصل ليله بنهاره ليوفر قوت أسرته ورسوم الدراسة عداك عن المتابعة والتحفيز والتشجيع والأم عمود البيت المربية والمجاهدة والمعلمة والموجهة والحضن الدافئ والملجأ في كل المسرات والمضرات ومخزن الأسرار، فالأم والأب هم من سهروا الليالي وتابعوا الدراسة المتواصلة منذ الخطوة الأولى عندما أمسك ابنهم القلم محاولا أن يكتب حرفه الأول، إلى ا?ضغوطات النفسية والتحديات الأكاديمية، إلى كافة التحديات التي لا يعلمها إلا الله ثم الوالدين لتسهيل العقبات للأخذ بيد فلذة كبدهم إلى أن وصل هذه المرحلة.
يُعبر الأهالي عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بإنجازات أبنائهم، فكل خطوة يخطوها ابنهم نحو النجاح هي إنجاز يُضاف إلى مسيرتهم ويُثبت قدرتهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم و مشاعر الفخر والاعتزاز هذه لا يمكن وصف لذتها وفرحتها و لا يعرفها إلا من ذاقها وخاض التجربة، وأستذكر هنا ما قالته جدتي بركة لأبي–رحمهما الله- عند نجاح أخي الأكبر (ما يشِب شب إلا تيشيب شب) فهذا الخريج لم يحقق هذا النجاح إلا بكد وتعب وجهد وعناء والده، حفظ الله لكل عين رجاها و تمم فرحة التخرج لكل بيت وعائلة.
لا تُقاس فرحة الأهالي بالتخرج بأي رقم ولا قيمة ولا مال ولا يضاهيها شيء، فهي فرحة معنوية تتخطى حدود الماديات. ففي هذه اللحظات، يشعرون بأن كل التضحيات التي قدموها قد أثمرت وأينعت وأزهرت، وأن مستقبل أبنائهم أصبح أكثر إشراقًا وقد قدموا لأبنائهم حقوقهم على طبق من ذهب وأن جهودهم لم تذهب سدى.
لحظاتٌ لا تُنسى؛ محفورة في القلب والذاكرة ويُسترجع شريط الذكريات منذ الصرخة الأولى والخطوة الأولى والشهادة الأولى فلحظات التخرج تُخلد في ذاكرة الأهالي إلى الأبد، فهي لحظات مليئة بالسعادة والفخر والاعتزاز، تُمثل بداية مرحلة جديدة مليئة بالإمكانيات والآمال.
وكحالهم دومًا لا ينسى الأهالي في هذه المناسبة من ساهم في تعليم أبنائهم ودعمهم خلال رحلتهم الدراسية، بدءا من المعلمين والمربيين، مرورًا بالإدارات المدرسية، وصولًا إلى كل من قدم لهم يد العون والمساندة. فكما يقول المثل من أطعم ابني ذقت حلاوتها بفمي ويقدمون رسائل شكر وتقدير لكل من له فضل في هذا النجاح..
ختامًا إن يوم التخرج هو يومٌ استثنائي لا يُنسى، يُمثل إنجازًا عظيمًا للأبناء وفخرًا عظيمًا للأهالي. ففي هذه اللحظات، يدركون أن كل التضحيات التي قدموها قد أثمرت، وأن مستقبل أبنائهم أصبح أكثر إشراقًا. فمبارك لكل ولي أمر هذا التخرج ورحم الله من سعى واجتهد ووافته المنية قبل أن يذوق هذه الفرحة.