في قلب الشرق الأوسط، تبرز المملكة الأردنية الهاشمية كركيزة أساسية للاستقرار والتطور في المنطقة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يتبوأ الأردن موقعًا مهمًا على الساحة الدولية كدولة تعزز السلام وتعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، تعتبر الأردن دائمًا عنصرًا رئيسيًا في جهود السلام والتوازن في المنطقة، حيث تلعب دورًا فاعلًا في حل النزاعات وتعزيز التعاون الإنساني والتنمية المستدامة.
في الخطاب الملكي بمناسبة اليوبيل الفضي، تحدث جلالة الملك برؤية متكاملة لمستقبل الأردن، مستوحاة من تجارب الماضي العريقة وقيم الحاضر الراسخة، تلك الرؤية مثلت خارطة طريق استراتيجية، حيث أكد جلالته على جوهر الهوية الوطنية الأردنية والقيم النبيلة التي تميز الشعب الأردني. كانت رسالة جلالته بليغة وواضحة، الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد شعارات، بل هي تجسيد حقيقي لممارسات يومية يعتنقها الأردنيون وتنعكس في مواقفهم وأفعالهم، هذا الخطاب الملكي يدعو إلى التفاؤل والإصرار، ويحفز على مواصلة مسيرة العمل والبناء بعزيمة لا?تلين.
أكّد جلالة الملك أن الهوية الوطنية الأردنية تتسم بالعمق والتجذر في القيم الأصيلة، التي نتجت عن تفاعل تاريخي وثقافي واجتماعي مستمر على مر الأجيال، فالأردنيون يدركون قيمة أرضهم وتراثهم، ويفتخرون بإرثهم التاريخي والثقافي الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتهم.
إن القيم الوطنية، مثل التضامن الاجتماعي والتكافل والكرم والشجاعة والإخلاص للوطن، تتجلى بوضوح في سلوكيات الأردنيين اليومية، هذه القيم تشكل الأساس المتين الذي يقوم عليه صرح المجتمع الأردني، وتبرز مرونة هذا المجتمع وقدرته على التكيف مع التحديات والمتغيرات المتلاحقة.
أحد المحاور الجوهرية في خطاب جلالة الملك كان الدعوة إلى التفاؤل والإصرار على مواصلة العمل والبناء، على الرغم من التحديات التي تواجه الأردن، فإن الهوية الوطنية والقيم الأصيلة تمثل قوة دافعة تمكن الأردنيين من اجتياز الصعاب، التفاؤل ليس مجرد أمل في مستقبل أفضل، بل هو إيمان راسخ بقدرة الأردنيين على العمل الجماعي لبناء مستقبل مشرق، ولذا يجب علينا أن نعمل على تعزيز هذه الهوية في جميع جوانب الحياة، بدءًا من التعليم والثقافة، ومرورًا بالاقتصاد والسياسة، وصولًا إلى العلاقات الاجتماعية.
وأشار جلالة الملك إلى دور الشباب في تعزيز الهوية الوطنية، حيث إنهم عماد المستقبل، وأكثر قدرة على حمل لواء الهوية الأردنية والقيم الأصيلة إلى الأجيال القادمة، إن الاستثمار في تعليم الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل يُعتبر من أهم الخطوات نحو بناء مجتمع قوي ومتماسك.
منذ ربع قرن، والشعب الأردني يقف صامداً إلى جانب قيادته الملكية، في مسيرة تاريخية تجسد الوفاء والولاء، حيث تجسدت الوحدة والتلاحم بين العرش وشعبه في رحلة البناء والتطور، وبمناسبة اليوبيل الفضي لهذه العلاقة الراسخة، يتجدد العهد بالولاء والانتماء، ويعلن الشعب الأردني استعداده المستمر لدعم ملكه وتحقيق مبادئه النبيلة ورؤيته الحكيمة في بناء وطن قوي ومزدهر.
