منذ 43 عاما - وما أزال - أكتب في الرأي الغراء، ومن قبل وأثناء ذلك كتبت في الدستور، صوت الشعب، الأسواق، أخبار الأسبوع، اللواء، ولكن بقيت علاقتي بالرأي هي التي ارتبطت بالسؤال المتكرر: ولماذا «الرأي»؟.
أستذكر ذلك مع عيد «الرأي» وقد وكان العدد الأول منها بين يدي القراء في 2-6-1971، شاهدة على مشروعنا اليومي للقراءة والتفاعل والكتابة والتعليق والبوح بالكثير والصداقة المميزة مع أسرة التحرير فيها.
أكتب بصدق وأمانة في الرأي لشعوري بالانتماء إلى هذا المرفق الوطني وللمحافظة عليه والوقوف بجانبه وقد ساهمت «الرأي» في العديد من المجالات السياسية والاجتماعية وخرجت افواج من الكتّاب والكثير ممن يحملون الرسالة والرؤية والطموح بوضوح.
كتابة المقال لها ميزة خاصة في «الرأي»، وخصوصا ترقب العدد قبل منتصف الليل واستقبال النهار مبكرا والتحقق من الفرح الذي ما يزال مرتبطا بنشر مقالي طازجا بحبر «الرأي» وتعاون واهتمام المحرر (الذي غالبا ما يكون قراره مناسبا وصائبا لي على أقل تقدير)، لقد سرقني المقال من القصة والرواية وأمل العودة لهما قريبا إن شاء الله.
أكرر وباستمرار وأتمنى من الباحثين وخصوصا من طلبة كليات الإعلام والصحافة متابعة «الرأي» بمنهجية البحث والاستفادة من الرصيد الخاص بمدرسة الرأي إلى جانب المدارس الصحفية والتي نعتز بها ونفتخر.
قائمة طويلة تتسع لتشمل جميع من له الفضل لمسيرتي مع «الرأي» والتي أتمنى أن تستمر وتبقى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاوتوقف القلم والقلب النبض والانتقال للدار الأخرة، ليكتب عنها من استحق كلماته الطيبة ؛ الرأي ليست مجرد جريدة، هي وصية من والدي رحمه الله، حين كان يدقق لي المقال قبل ارساله ويفرح عند نشره وسؤال من يعرفه: هل هذا أبنك؟، ومن ثم يكرر الطلب: «واظب على الكتابة في «الرأي»، الله يرضى عليك».
هذا اليوم والعيد لنا مع «الرأي» التي كانت وما تزال نافذتنا الرحبة لاستنشاق نسيم الوطن والتجوال في صفحاتها من الصفجة وحتى الأخيرة وأجزائها وحتى الاعلانات والوفيات وجميع من ينشر ويستحق الفراءة وتقليب صفحاتها مع الصباح الباكر.
ارتبط مع الرأي ومنذ زمن الزيارة وتوصيل المقال وحتى الآن من خلال التواصل الإلكتروني، والتجوال مع الذاكرة الوطنية لمن عاش في «الرأي» وارتحل إلى دار الحق والترحم عليهم، والدعاء لمن ما زال يعطي الكثير مما تستحق الرأي ويليق بها من أسماء وشخصيات من أسرة «الرأي» والتي أعطت الكثير من الجهد الصحفي، وبقدر ما عانت وكافحت وما تزال صامدة رغم التحديات وخصوصا المالية، نقدم لها اليوم وطوال رحلة الصدور، صادق الأمنيات بدوام العطاء والإطلالة مع الحقيقة ندية طازجة بالأخبار والكلمات والأجزاء والملاحق وما يستحق تقديمه للقارىْ على صفحات الرأي الغراء.
في عيد الرأي الثالث والخمسين، نرفق الأمنيات العزيزة بأن تظل الكلمة منارة الموقف والتعبير والبوح، والدفاع عن الأردن والمنجز والمسيرة، وعن أحلامنا المشروعة تجاه كل ما له صلة وثيقة بنا وما يخصنا ويساهم في رفعة شأن الوطن الحبيب وأهله على الدوام.
لـ(الرأي) الآن وكل وقت وحين: دام قدوم النهار معك واشراقة الأيام الجميلة البهية عنوانا يضم سائر معالم الصحافة الأنيقة المميزة وقرب القراء من كل حرف على صفحاتك الغراء، وزين الله مسيرتك وأسرتك (التي اعتز أني منها) بحلة من الضياء والنور والحق المبين.
كل عام والرأي بخير لأظل أكتب فيها بانتظام وشوق وترقب بهمة وتفاؤل وإيجابية وصدق ضمير وبهجة وسرور!.