تُعد الجامعات بيئة حاضنة للأفكار ومحفزة للتغيير ونقطة الأساس لرفد المجتمع بالكفاءات المؤهلة التي يحتاجها، ومنصة لتكوين مهارات القيادة والخطوة الأولى نحو تحقيق المسؤولية الاجتماعية.
إن الجامعة هي مجتمع مصغر عن المجتمع الحقيقي وفيه يكتسب الطالب المعارف الأساسية عن تخصصه والخبرات اللازمة من أعضاء هيئة التدريس وكذلك يكتسب المهارة من التدريب العملي والتطبيق الميداني، بالإضافة إلى الكثير من المهارات الحياتية من أنشطة خدمة مجتمع وفعاليات تربوية وثقافية ومنظومة أخلاقية يُجبل عليها خلال سنوات الدراسة ببلورة فكره ليكون مواطنًا صالحًا فاعلاً صاحب أثر في المجتمع.
وفي مقالي هذا أكتب عن الانتخابات الطلابية لما لها من دور كبير في الأهمية على مرّ التاريخ في تشكيل مستقبل الجامعات؛ من خلال إتاحة الفرصة للطلبة للمشاركة في صنع القرار ومواكبة المستجدات وإحداث التغيير الإيجابي. فالانتخابات الطلابية هي تهيئة للانتخابات البرلمانية والثقة في النفس والترشح لخدمة الجامعة والطلبة والمجتمع واحترام الرأي الآخر والإيمان بأن مشاركة الطالب مهمة وصوته يحدث أثرًا وتغيرًا، ومن أهم آثار الانتخابات الطلابية الجامعية: اختيار ممثلي الطلبة: من خلال الانتخابات، يتم انتخاب ممثلين للطلاب في مجالس الطلبة، ليكونوا حلقة وصل بين الطلاب والإدارة الجامعية، والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم. وتحسين الخدمات الجامعية: تساهم انتخابات مجالس الطلبة في تحسين الخدمات الجامعية المقدمة للطلاب، من خلال مشاريع وبرامج تُنفذها المجالس بناءً على احتياجات الطلبة وتطلعاتهم. وتعزيز المشاركة المجتمعية: تُشجّع الانتخابات الطلابية على المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي، وتُساعد الطلاب على اكتساب مهارات التواصل والتفاوض وحلّ المشكلات. وخلق بيئة جامعية ديمقراطية: تُرسّخ الانتخابات الطلابية مبادئ الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار، وتُساهم في خلق بيئة جامعية حرة ومنفتحة على الأفكار المختلفة.
وللأسف قد تواجه العملية الانتخابات الطلابية بعض التحديات وذلك بسبب نقص الوعي بأهمية الانتخابات: يعاني بعض الطلاب من نقص الوعي بأهمية الانتخابات الطلابية ودورها في إحداث التغيير. أو ضعف المشاركة: غالبًا ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الطلابية منخفضة، مما يضعف شرعية ممثلي الطلبة ويحدّ من تأثيرهم. وتأثير المصالح الشخصية: قد تلعب المصالح الشخصية دورًا في عملية الترشح والتصويت، مما قد يؤثر على نزاهة الانتخابات ونتائجها. وقلة الدعم من الإدارة الجامعية: قد لا تحظى الانتخابات الطلابية بدعم كافٍ من الإدارة الجامعية، مما قد يُعيق عمل مجالس الطلبة ويحدّ من قدرتها على تحقيق أهدافها.
وتزامنًا مع فترة الانتخابات الطلابية وقد تزينت الجامعات بحملات الطلبة الانتخابية معبرين عن توجهاتهم وآمالهم وأحلامهم أقدم بعض السبل التربوية لتعزيز دور نشر الوعي بأهمية الانتخابات: يجب العمل على نشر الوعي بين الطلاب بأهمية الانتخابات الطلابية ودورها في إحداث التغيير، وذلك من خلال حملات توعوية وورش عمل وندوات. وتشجيع المشاركة: يجب تشجيع الطلاب على المشاركة في الانتخابات من خلال تسهيل عملية التصويت وتقديم حوافز للمشاركة، مثل توزيع الهدايا أو منح درجات إضافية. وضمان نزاهة الانتخابات: يجب وضع ضمانات لضمان نزاهة الانتخابات، مثل استخدام نظام تصويت إلكتروني آمن وشفاف. ودعم مجالس الطلبة: يجب أن تُقدم الإدارة الجامعية الدعم اللازم لمجالس الطلبة، من خلال توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذ مشاريعها وبرامجها.
ختامًا إن الانتخابات الطلابية أداةً قويةً لإحداث التغيير الإيجابي في الجامعات. من خلال تعزيز الوعي بأهمية الانتخابات وتشجيع المشاركة وضمان نزاهتها، يمكن للطلاب لعب دورٍ هامٍ في بناء مستقبل جامعاتهم وتحقيق التطلعات التي ينشدونها. معاً، نستطيع بناء مستقبل جامعتنا المشرق!