تداولت بعض المواقع خبرا مفادة: أن شخصيات من «حماس» أرسلت رسالة خاصة إلى شخصيات أردنية، تحاول من خلالها أن تنفي أن الحركة تتدخل في الشأن الأردني، أو أنها تحرض الشارع الأردني وتحاول تحريض المسيرات والاعتصامات الأردنية المؤيدة لغزة والرافضة للعدوان الإسرائيلي الغاشم عليها. وأن هناك سوء فهم لتصريحات قادة «حماس» حول الأردن.
وقبل الخوض في التعليق على رسالة «حماس» لابد من سؤال يطرح عليها، هو لماذا تضع «حماس» الأردنيين المناصرين للمقاومة في موقف محرج وخيار صعب، بين الانحياز إلى وطنهم أو مناصرة المقاومة الفلسطينية؟
علما بأن الجمع بين الأمرين ممكن. مالم تتحول بعض التيارات المكونة لهذا الفصيل او ذلك الفصيل من فصائل المقاومة او حركاتهاالى جسر لتمرير اجندات اقليمية، ومصدر من مصادر الفوضى في هذا البلد او ذاك البلد العربيٍ. فلإنسان لا ينصر ابن عمه على اخيه، ولا ينصر ابن اخيه على ابنه.
نعود لمناقشة رسالة «حماس» لتوضيح موقفها، فهي رسالة مبنية للمجهول، فمن الذي ارسل هذه الرسالة، ولماذا لم يتم الإعلان عن اسمه او اسمائهم ومواقعهم التنظمية؟ ولماذا رسالة خاصة وليست علنية كما تم الحديث علنا مع الاعتصامات و المسيرات الاردنية من قبل قيادات حماس، ونجزم بان الحركة الإسلامية قادرة على تنظيم مهرجان تظهر فيه قيادة حماس لتوضيح موقفها الذي تقول انه أسيء فهمه؟.
تستغرب «حماس» من أن بعض الشخصيات الاردنية التي يفترض انها رسمية، تبنت طروحات وصفتها الرسالة الخاصة للحركة بانها هجومية على الحركة ودون مبرر، فهل تعتبر الحركة ان الدفاع عن الاردن غير مبرر، وان على الأردنيين ان يصمتوا امام التدخل في شؤونهم الداخلية وان ياخذوا كل شئ بحسن نية، حتى وان اوصلهم ذلك الى درجةالسذاجة؟.
اما التبرير غير المنطقي، وغير المفهوم، والذي لا ينطلي على احد، فهو ان ما قيل هو تصرف شخصي ولا يمثل حماس، فهذا قول مستغرب فاذا كان رجل بموقع خالد مشعل لا يمثل حماس، فمن الذي يمثلها، ولماذا لم يخرج احد من قيادة حماس ليقول للاردنيين ان ما قاله مشعل لا يمثل الحركة وسياستها وموقفها من الاردن؟.
والسؤال الاهم هو لماذا ظلت المسيرات والاعتصامات الاردنية المناصرة لغزة منضبطة في كل شيء خاصة في هتافاتها وشعاراتها، وبحماية الدولة الاردنية ممثلة باجهزتها الامنية ورجال الأمن العام حتى حاولت حماس الدخول على خطها من خلال ما قاله خالد مشعل في حفل افطار نساء الحركة الاسلامية، التي تقول رسالة حماس انه لا تربطها بها علاقة تنظمية، وهي علاقة لايفترض انها تعيب الحركة الإسلامية ولاتعيب حركة حماس التي ولدت من رحمها؟. فلا احد يستطيع إخفاء الشمس بغربال؟. علما بانه ليس لدينا في الاردن من لا يدعم فلسطين وحق شعبها في المقاومة.
خلاصة القول في هذه القضية ان نصرة غزة لا يمكن ان تتم من خلال محاولة العبث بامن الاردن واستقراره، فلا احد يضع الاردنيين في موقف الاختيار.
