في أعقاب ما سمي «الربيع العربي» برز الأردن باعتباره الدولة العربية الوحيدة المستقرة في بلاد الشام، حول محيط من الصراعات، مما جعل الأردن منارة للاستقرار خارجيًا وصراعًا أيديولوجيًا داخليًا.
وجدت هذه الصراعات طريقها، من نقطة جذب الأزمات الاقتصادية، عن طريق اللاجئين، والأيديولوجيات التي تتدفق وتؤثر على المنطقة أخذت تلعب دوراً في العلاقة الراهنة، من خلال هيمنة دول وجماعات في الشرق الأوسط على جماعة «الإخوان» والأحزاب اليسارية واستقطاب إقليمي يقف فيها النظام والشعب الأردني في «الخندق المقابل».
ولذلك نرى أحزاب تستقوي على أمن الأردن وثباته، كانوا من ابتداء العدوان الغاشم على غزة يدعون إلى مظاهرات ووقفات، ومهاجمة الدولة واتهامها بالتقصير والخيانة.
الأردن كأي دولة ديمقراطية دستورها يضمن حرية الرأي والتعبير، فكان تعامل الدولة معهم ضمن هاذ النطاق، لكن نوايهم جعلتهم يلقوا الاتهامات جزافاً، لأن غالبيتهم هم عدد محدود وأسهمهم قليلة، لتمكنهم من الظهور على الشارع الأردني لخلق اجواء من التوتر والمناكفات لتشكيك والطعن بدور الدولة الواضح للعيان.
إذا أردنا توصيف المرحلة بموضوعية، وبشكل دقيق هو تَلف الأنظمة الحزبية، وسقوطها وعدم قدرتها على الاستمرار وهذا ما رأيناه بالأمس بهتاف الأحزاب اليسارية، التي أكدت عجزها، وتمسكها بعقلية الماضي التشكيكية.
أجزم أن هذا الانهدام يتعلق بالمكون الأيديولوجي لهذه «الجماعة»، وهو عدم الفصل بين الدين والسياسة وظنهم امتلاكهم الحقيقة المطلقة، وأن خطابهم السياسي هو صحيح الدين، مما صعب من قدرتهم على المراجعة وتصحيح الأخطاء، والمجتمع الأردني يفرق بين المقدس الديني وبين برامج الأحزاب السياسية بالخطاب الديني ومدى صلاحيتها لتحقيق مصالحهم.
يظنون انفسهم انهم تجار جملة والعكس صحيح هم تجار مفرق يتأثرون بتعويم الاسعار ولا يوجد لهذه الاسعار اي رقابة ولايوجد لهم قبضه على مكون الشعب، شعورهم بدنو الأجل السياسي لهم جعلهم يفقدون توازنهم عن طريق التصريحات يظنون انها ابرة آلحياه فأنما تعبر عن مدى الشعور باليأس والرعب من السقطه المحترمة، سعة الأفق ورحابة صدر الدولة الأردنية غلبت على مصالحهم.
في الأردن من يعلن نفسه الآن صاحب الرؤية، والولاية على عواطف الناس وعقولهم، وامعاناً في المنافسة فهل يحتمل الوطن كل هذه الأطماع؟
شعبنا من كافة الأصول والمنابت ناضج وواع، ولو كان غير ذلك لتم جره منذ زمن الى هذه الاستقطابات والمهاترات، ويرى هؤلاء يزحفون المرة تلو الأخرى تسبقهم افعالهم الصريحة، فكيف ينكر الشعب عيناه وآذانه ويغيب عقله لهؤلاء؟