خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإعلام الغربي إذ يفقد مصداقيته!!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

مُنذ أمد، لم يكن الخبراء والدارسون راضون عن الإعلام الغربي.

كثرٌ هم من تصدوا لغياب المصداقية فيه، وفي الخطاب الغربي عموماً، وبالذات عندما يتعلق الأمر بالشرق والعروبة والإسلام.

لا يتسع المجال للخوض في الدراسات التي تناولت هذا الأمر، لكن من أوائل من سبرَ غوره المفكر العصامي الموسوعي عباس محمود العقاد في كتاباته الكثيرة عن المستشرقين، التي وضعت النقط على الحروف مُتصدية للتّرّهات الكثيرة التي كانوا يُروجون لها.

وتلاهُ العّلامة إدوارد سعيد الذي أفرد كتاباً كاملاً لموضوع الاستشراق، مُبيناً بالحجة والبرهان والتفصيل الشيّق كيف أن حقل الاستشراق الغربي كلّه بُني على «أكاذيب» قُدّمت على أنها «حقائق» و «دراسات». كما أفرد لِ «أكاذيب» الإعلام بالذات كتاباً أخر هو «تغطية الإسلام».

وهنالك المفكر العربي-الأمريكي جاك شاهين الذي فضح تشويه الغرب للشخوص والقضايا العربية في السينما والإعلام وغيرها من حقول «التواصل».

وهنالك الكثير من الدراسات التي يسهلُ الوصول إليها عن طريق مُحرّكات البحث.

ما يخلص إليه القارئ أنّ «مفكري» الغرب وكتّابهم، بمن فيهم مراسلو الإعلام والمحررون والمحللون – اللهم إلا من رحم ربي – لم يكونوا في يوم من الأيام موضوعيين أو مهنيين في تمثيلهم لكل ما يتصل بنا، لأسباب تتعلق بولاءاتهم الرأسمالية العنصرية الاستعمارية.

ويظهر كل ذلك جلياً اليوم في تغطية حرب الكيان الهمجية على غزة؛ فمعظم – إن لم نقل كل – وسائل الصحافة والإعلام الرئيسة في الغرب مُنحازة انحيازاً صارخاً لرواية الكيان، ومتغاضية عن أو مُقزِّمة لِأية رواية مُغايرة، حتى ولو كانت مدعومة بالحقائق الدامغة.

لا بل إن حجم السقوط المهني والتواطؤ والإخلال ب"أخلاقيات» المهنة لا يكاد يُصدّق؛ الأمر الذي جعل كثيراً من الناس، ممن هم ليسوا خبراء أو دارسين ممن كانوا يتغنون في يوم ما ب"حرية الرأي» في الإعلام الغربي يفقدون ثقتهم فيه، بعد أن بانت عورته.

بناءً على ما تقدم، هنالك خلاصات ثلاث نوردها هنا للتأكيد:

أولاً، رغم إحباط الكثيرين (عندنا وفي الغرب) وغضبهم من تعامل الإعلام الغربي مع قضايانا بهذه الطريقة الصّلفة، فإن انكشاف عورته أمرٌ إيجابي؛ من باب أن معرفة الشر خير من الجهل به.

ثانياً، الكثير من وسائل الإعلام عندنا كانت، وبعضها ما يزال، تأخذ الإعلام الغربي قدوةً لها، فتحذو حذوه وتُقلّده في كل ما يفعل. لا بل إنّها تعدّه مصدراً للأخبار، حتى في الأمور التي تتعلق بنا، فتنهل منه بِنَهم، ودون أن تدقق أو تمحص؛ وآن الأوان لهذا أن يتوقف.

ثالثاً، هنالك عدد متزايد من وسائل الإعلام الناشئة في الغرب، والتي تتمتع بمصداقية ومهنية، بدأ يظهر على الساحة، شغله الشاغل تفنيد تُرّهات الإعلام الرسمي الغربي وكشف الحقيقة. يضاف إلى ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي التي يقودها الشباب شكلت بديلاً مهماً للإعلام الغربي الرسمي المغرض؛ وهذان التطوران حررا كثيرين في الغرب من قبضة الإعلام السيء؛ وهذا أمر إيجابي.

وبعد، مهمٌ لنا ولغيرنا الإلمام بالخلاصات هذه، ومهمٌ أن نبدأ نحن بصناعة الخبر، بعيداً عن سطوة الإعلام الغربي وهيمنته؛ وأن نتمسّك بأساسيات المِهنة ومن أهمّها الدّقّة والمِصداقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF