تنوعت الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مدن وقرى ومخيمات المملكة، إذ كان هدفها الاطلاع عن قرب على الهموم والمطالب والاحتياجات المحلية دون أية حواجز، أو في إطار إعلان عن حزمة من المشاريع.
أما في الزيارات الملكية الأخيرة التي بدأها جلالته من مدينة العقبة، كانت لها توجه مختلف وهو إطلاع جلالته الناس على طول البلاد وعرضها، على أهم الأحداث التي تعصف في المنطقة، والتدعيات المعقدة التي تلقي بظلالها على العالم أجمع، وذلك بعد الجولة العالمية التي قام بها جلالة الملك أخيراً.
جولة الملك عبد الله الثاني خطوة جريئة لحشد الدعم والاهتمام الدوليين بكارثة الفلسطينيين في غزة، مؤكدا خطورة الوضع والحاجة الملحة لوقف إطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام، وأتت زيارة الملك في وقت يتزايد فيه التوتر الإقليمي والتركيز الدولي على الشرق الأوسط، فكانت الجولة العالمية لها تأثير واضح على التوجه الدولي وهذا ما رأيناه من تصريحات الولايات المتحدة ودول أوروبا.
انطلق جلالة الملك بهذه الجولة الدولية لحشد الدعم الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين وآلية لتقديم مساعدات إنسانية مستدامة للقطاع.
جولة جلالة الملك لم تكن مهمة دبلوماسية، بل كانت نداء إنسانيا، في السعي لتحقيق السلام والعدالة والكرامة الإنسانية، أثبتت التجربة أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الفعل الحادة، في حين أن الحوار والتعاون يمكن أن يؤدي إلى الاعتدال والتسويات البناءة.
وبعد الجولة العالمية، قام جلالة الملك وأفراد القوات المسلحة بعمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية لغزة في خطوة تسلط الضوء على دور الأردن في دفع واضح وصلب، لوقف تقييد إسرائيل تقديم المساعدات لاهلنا في غزة بعد العدوان الغاشم على القطاع الذي مزقته الحرب.
كثير هم القادة الذين يحتاجون إلى التذكير بأن القضية الفلسطينية بحاجة إلى العدالة، وأن جلالة الملك هو من يقاتل من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.