ثمة علاقات متميزة بين قيادتي الأردن والإمارات متمثلة بشكل اساسي عميق بما يجمع بين جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الإخوة العربية والاسلامية، المبنية أولا على المحبة والثقة المتبادلة المتأصلة بين الزعمين والعائلتين العربيتين العريقتين الأسرة الهاشمية وأسرة آل نهيان.
زيارة الشيخ محمد الكريمة، أخيرا، إلى بلده الأردن ولقائه أخيه الملك عبدالله الثاني، هي تجسيد رفيع المستوى لدعم قيادة الإمارات للأردن والوقوف صفا واحداً معها في مواجهة التحديات التي تهدد امن الاردن في حدوده الشمالية وما يتهدده ايضا من المخاطر جراء الحرب على غزة وعلى الشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة الغربية.
وفي الحال نفسه أيضا، يعلم الأشقاء في الإمارات أن هناك الكثيرين من حولهم لا يريدون الخير للإمارات وشعبها وقيادتها، ونحن في الأردن نعلم ذلك، وقيادتي البلدين ترد على كل اولئك: بأن الخير الكثير في الإمارات يحميه جيشها وشعبها وحكمة قيادتها، والأردن وقيادته وشعبه يقف صفا واحداً مع الإمارات ضد المخاطر والتحديات التي تواجهها، وكذلك الإمارات مع الأردن من أجل مستقبل مشرق واحد وآمن للشعبين الشقيقين وشعوب المنطقة.
العلاقات بين القيادتين الشقيقتين تتميز عن العلاقات الدولية الأخرى بأنها ليست قائمة على مصالح مشتركة فحسب، بل هي قائمة على رؤية واحدة ومصير مستقبلي مشترك للبلدين، وأمة العرب في المنطقة العربية والخليج العربي.
منطقة، باتت تواجه مخاطر متفاقمة ومتسارعة تهدد مستقبل شعوب منطقة الشرق الأوسط، و الذي اصبح ساحة لصراعات المصالح الدولية على حساب الدول والشعوب العربية، ليس ذلك فحسب، بل أيضا ما أصبح يواجه المجتمعات العربية من اختراقات خارجية لنظمها السياسة والاجتماعية، وتهديدا بتغيير معتقداتها الدينية نحو التطرف والإرهاب، والابتعاد عن النهج الوسطي والاعتدال وسماحة الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو في جوهره وعقيدته إلى المحبة والسلام والرحمة يقول تعالى في محكم آياته: «وما بعثناك إلا رحمة للعالمين ...، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..، وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».
العلاقات الأردنية الإماراتية رسخها وعمقها الزعيمان، عبدالله الثاني ومحمد بن زايد، على مختلف مستويات التعاون وخاصة العسكرية والأمنية منها، وأصبح حال جيش الإمارات والأردن أقرب ما يكون إلى حالة واحدة من الاحترافية العسكرية والمهنية المتجددة والمتطورة، والانضباط والولاء للقيادة في كلا الدولتين، والمساهمة في قوات السلام الدولية بخيمة واحدة، والاحتراف في استخدام افضل وأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية والتقنيات المتقدمة والمتطورة الحديثة في المجال العسكري والأمني والدفاعي، واستشراف استخباراتي متميز للمستقبل وخدمة صانع القرار، ومتابعة كل ما يخطط له الاعداء الذين يتربصون شرا بدولة الإمارات الشقيقة وشعبها الأصيل، وكذلك المتربصون بالحمى الأردنى وشعب النشامى الذين يسطرون كل يوم بطولات عظيمة على حدود الأردن حماية للوطن ودفاعا عن الامة العربية.
الرئيس محمد بن زايد والملك عبدالله الثاني في حالة متقدمة جدا من الفهم المشترك والإيمان العميق بوحدة المصير، نتمنى في الأردن والإمارات أن تكون نموذجا يقتدى مع قيادات عربية نؤمن بحكمتها وقدرتها على المساهمة الفاعلة في صناعة وحماية المستقبل الأفضل والامن للشعوب العربية الشقيقة.
هذه العلاقة الأردنية الإماراتية، ليست وليدة الحاضر، بل هي امتداد تاريخي رسّخه تاريخ مشترك، وأقربه إلى حاضرنا تلك العلاقات المتينة التي كانت تجمع المغفور لهما الملك الحسين بن طلال والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما.
[email protected]