مواقف الأردن الواضحة وعبر تاريخه كانت صادقة وصريحة بلا تقلبات، هذا الحمى الهاشمي ومنذ نشأته ما عرف عنه سوى الأنفة والشموخ داعما ومدافعا عن قضايا أمته، وخاصة القضية الفلسطينية،منطلقا في ذلك من عروبته وواجبه القومي، فهو الأكثر تأثرا و تضررا من معاناة الفلسطينيين،في عدم حصولهم على حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
الأردن ومنذ أن كانت القضية الفلسطينية كان الحاضر الأقرب دائما للفلسطينيين والسند بما يستطيع،المنصفون هم من يعلمون ذلك جيدا، ويدركون تمام الإدراك،أن الأردن لم يبخل يوما على القضية الفلسطينية دعما ومساندا،أيا كانت سياسيا وعسكريا بكل ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
أبجديات التاريخ السياسي للأردن لم تعهد الخداع والتضليل يوما، ولم تمارس الكذب بوعود سياسية مثلما يفتري بعض من في قلوبهم حقد متراكم، ويحركهم عداؤهم.
حاشا لله أن يكون الأردن متهما، لكنها رسالة للقلة الحاقدة التي توجه سهام حقدها بين الفينة والأخرى نحوه، في اجتراء الكذب والافتراء،في حين نجدها تكيل المديح لدول إقليميةوعربية،على اعتبارها المدافع عن القضية فلسطينية،وفي حقيقته ما هو إلا نضال وهمي خادع وحين الأزمات،لا يسمع صوت لتلك الدول،متقصدين يتناساها الحاقدون ليوجهوا الإساءة والتشكيك في مواقف الأردن.
ولما كان الخيار العربي والفلسطيني، كان نحو المسار السياسي،جاء المنطلق الذي اختطه الأردن في المسار السياسي،من إدراك و فهم عميق قادر على إفشال المخططات التي تحاك من اجل تصفية القضية الفلسطينية،ورفضه لصفقة القرن، وفكرة التهجير، وطرد الفلسطينيين من أرضهم في وظل حرب غير مسبوقة على أهل غزة.
الأردن ومنذ الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة في جهوده السياسية والإنسانية،على الصعيدين الإقليمي والدولي دعما ومساندة للفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية، ووقف عدوان الاحتلال الغاشم على غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية،وإمدادهم بالمساعدات والإغاثة الطبية وضمان استدامة تدفقها.
جلالة الملك عبد الله الثاني، بجهد كبير متقدم على غيره من القادة والزعامات في المنطقة على توظيف مكانته الدولية، لخدمة القضية الفلسطينية وحشد التأييد الدولي، والتأكيد على الحق الفلسطيني، جلالته مستمر في جهوده لإنهاء معاناتهم والأوضاع الإنسانية الصعبة، التي يعيشونها الفلسطينيين تحت الاحتلال، وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة.
المواقف الأردنية الثابتة والراسخة، والتي يعبر عنها جلالة الملك على الدوام، تؤكد بشكل جلي للقاصي والداني، على صدق القول والفعل في دعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على غزة وتقديم العون والمساعدة وتأمين كل ما يحتاجه من دعم وإسناد.
ورغم محاولات البعض التشكيك بمواقفه التاريخية الثابتة، الأردن عصي على كل المؤامرات والتي باتت مكشوفة،تستهدف أمنه واستقراره ووحدته الوطنية ومواقفه الراسخة، وسيبقى إرثه التاريخي وقيادته الهاشمية المظفرة،عصيا على حقد الحاقدين.