لو لم يكن لمعركة طوفان الأقصى إلا فضل انها قدمت لنا حزمة من الوقائع التي تؤكد كل واحدة منها طبيعة الحرب التي تتعرض لها أمتنا في فلسطين وعبر فلسطين، وأنها حرب حضارية مبنية على معتقدات دينية زائفه، الله ثم رسله براء منه.
آخر هذه الوقائع هو العدوان الانجلو أميركي على اليمن الشقيق، ليلة الجمعة الماضية، من خلال ثلاث وسبعين غارة جوية، قام بها طيران كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى القصف من البحر، والذي استهدف خمس محافظات يمنية بالإضافة للعاصمة صنعاء، والذي أدى إلى استشهاد خمسة وجرح ستة من الأشقاء اليمنيين، ثم جاء الاعتداء الأميركي المنفرد على اليمن الشقيق فجر أمس السبت، وهما اعتداءان أثمان يؤكدان استمرار الوجه القبيح للاستعمار الغربي المعادي لأمتنا، الذي لايترك فرصة الا ويمارس العدوان الخشن على علينا، كما تكرر ذلك أكثر من مرة أثناء معركة طوفان الأقصى وارتداداتها.
مبررات العدوان الانجلو أميركي على اليمن الشقيق يكشف حجم ازدواج المعايير عند الغرب الاستعماري بشقيه الأميركي والأوربي، عندما يتعلق الأمر بأمتنا اوجزء منها، فالعدوان على اليمن تم بحجة حماية حرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر من الهجمات اليمنية، التي ادعا المعتدون أنها تهدد الملاحة الدولية، علما بأن الأشقاء في اليمن أعلنوا انهم لا يستهدفون السفن إلا إذا كانت إسرائيلية، أو متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، بهدف منع الإمدادات عن المعتدي الاسرائيلي على قطاع غزة. علما بأن إجراءات الأشقاء اليمنيين ادت فقط إلى تحويل مسارات بعض السفن وارتفاع كلف النقل على المحتل الاسرائيلي ومن يناصره، فاستدعى ذلك دعوة الولايات المتحدة الأميركية إلى قيام تحالف دولي لمواجهة اليمن، ثم العدوان الانجلو أميركي عليه، اما حرب الابادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتهجير القسري لمئات آلاف الغزيين من من منازلهم، وقتل عشرات الالف من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وتهديد الأمن والسلم الدوليين، فلا يستدعي تحركا لوقف هذا العدوان الهمجي، على العكس من ذلك تحركت الاساطيل الحربية الغربية، وفتحت مستودعات الأسلحة لتزويد جيش العدوان بكل مايحتاج اليه عبر جسر جوي دائم ليواصل هذا الجيش اجرامه بحق فلسطين وابنائها. كما تم استخدم حق النقظ (الفيتو) من قبل الغرب أكثر من مرة لضمان استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وابادة سكانه، في ابشع صور ازدواجية للمعايير،بما في ذلك تجاوز المؤسسات التي تعبر عن الديمقراطية الغربية المزعومة كتجاوز الكونغرس الأمريكي في العدوان على اليمن الشقيق، وقبل ذلك في استمرار تزويد العدوان الاسرائيلي بالأسلحة في أوضح وأجلى صور العداء الحضاري الغربي لأمتنا، ومع ذلك نجد من يجادل في مدى وضوح هذه البدهية التي اكدتها معركة طوفان الأقصى، وغيرها من بدهيات العداء الغربي لأمتنا..!.