الرؤية الملكية السديدة لجلالة الملك عبدالله الثاني تجاه قضايا العرب والمنطقة، تؤكد دائما بمدلولاتها المفصلية العميقة أهمية وأحقية الخطاب الأردني و واقعيته لحل وتفهم قضايا المنطقة والعالم.
فجلالته دائما ومن خلال مواقفه ولقاءاته مع قادة وزعماء العالم يحرص على توضيح المنهجية الدبلوماسية الأردنية الراسخة والثابتة تجاه قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتعاون المشترك إضافة للتحديات الأمنية التي تواجهها منطقتنا والعالم.
بشهادة الأشقاء والأصدقاء من قادة وعسكريين وسياسيين واقتصاديين فان ما يملكه جلالة الملك من فكر ثاقب ورؤية مستنيرة تجاه مختلف الأحداث إقليميا ودوليا جعل جلالته مقصدا لقادة وزعامات العالم والمنطقة للمشورة والتباحث في مختلف القضايا والملفات المصيرية المهمة.
الحسم الملكي في تشخيص جلالته للوقائع والتحديات والمخاطر التي قد تواجه منطقتنا كان جليا بما لا يدع مجالا للتأويل هو أن قضية السلام في الشرق الأوسط رهن بعودة الحقوق العربية والفلسطينية وأن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والتي طالما أكد عليه جلالته.
جلالته وإذ يضع العالم اليوم أمام مسؤولياته،في ظل ما تتعرض له غزة من تدمير وإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما ان جلالته حذر وفي أكثر من مناسبة من ما يواجه الأردن من مخاطر أمنية على حدوده الشمالية، والتي تتمثل في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي باتت خطرا كبيرا يداهم المنطقة بأكملها، موضحا المسؤوليات التي تحملها الأردن نيابة عن المجتمع الدولي،في تصديه لآثار أزمة اللجوء السوري على أرضه كبيرة.
فالأردن وبحكم وجوده في قلب الحدث اكتسب خبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له، حيث تحظى قواته المسلحة الباسلة بسمعة عالية من الاحترافية والجاهزية، أكسبته احتراما دوليا نظرا لجهوده ودوره في حفظ الأمن والسلام.
رسائل وعناوين سياسية وأمنية واقتصادية مهمة تحفل بها الرؤية المباركة لجلالة الملك، على وقع تطورات إقليمية وعالمية باتت تؤثر في الأحداث بشكل متسارع، إذ يبرز الدور المحوري والاستراتيجي للمملكة واضحا في رسم السياسات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، فضلا عن مايتمتع به الاردن من موقع جيوسياسي جعل منه ركيزة أساسية للاستقرار والسلام في المنطقة.
