موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الواضح والثابت حيال ما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة مثل صوت الحق والعدل في مخاطبة الضمير العالمي، بضرورة التحرك لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع.
كما أن تحذيرات جلالته من خطورة الوضع وتأثيره على امن وسلامة المنطقة وشعوبها، ومنذ بدء الحرب العدوانية على غزة جاءت في إطار الجهود المكثفة التي يقوم بها جلالته في وضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في وجه العدوان والانتهاكات الإسرائيلية وما خلقته من وضع أنساني كارثي في القطاع.
إصرار الملك على أن ما يحدث من التصعيد سببه غياب السلام وحل الدولتين والبديل هو ما نراها اليوم من قتل وعنف، يأتي من خلال تأكيد جلالته على ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين،
فالبعد السياسي لمفاصل القضية الفلسطينية وبما ما يجري في غزة يشكل المحور الاساسي لقيام سلام حقيقي في المنطقة.
تحركات جلالته الإقليمية والدولية حرصت دائما على تذكير العالم بضرورة العودة إلى العملية السياسية وصولا إلى إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقهم وإنصافهم، وهو ما مثل الجانب الأساسي من مضمون التحرك الدبلوماسي الأردني.
وقد بدأنا نلاحظ تغير في الموقف الدولي تجاه ما يجري في غزة، وهو الأمر الذي هدفت إليه الدبلوماسية الأردنية منذ بدء العدوان الاسرائيلي للوصول إلى هدف إنهاء هذه الحرب.
جهود إنسانية كبيرة بذلها الملك في التاكيد على ضرورة السماح للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة بالقيام بواجباتها الإنسانية،والاستمرار في تقديم المساعدات للفلسطينيين.
كل هذا ياتي وسط تقدير دولي لدور الأردن في مجال الدعم الإنساني للمدنيين في غزة من خلال عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية والصحية للمستشفى العسكري الميداني في غزة وجنوبها وما تقدمه من مساعدة طبية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي واستهدافه للمرافق الطبية في القطاع.
التوجيه الملكي الدائما ركز دائما على تكثيف التعاون والتنسيق مع الأشقاء في فلسطين للوقوف على التحديات على الأرض بهدف المساعدة على حلها وتقديم الدعم والاسناد اللازم لهم.
فالأولوية بالنسبة للأردن حاليا في الوضع الإنساني، وإدخال المساعدات إلى غزة والضفة الغربية، التي تعاني أيضا من تصعيد وضع خطير في ظل الاعتداءات المتواصلة للمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل والاقتحامات المتواصلة للمناطق الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال.
التوجيهات من لدن جلالة الملك ومتابعة وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني كانت الأقرب في الاستجابة لوجب الإخوة ومساندة ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى غزة وكسر الحصار على القطاع، فضلا عن إنشاء المستشفيات الميدانية هناك وفي الضفة الغربية.