استكمالاً لعجالة أمس الأحد، فإن المبعوث الأميركي لعملية السلام دينيس روس (الذي لم تسفر جهوده عن أي نتيجة تذكر، ليس فقط لأن الإدارات الأميركية المتعاقبة كان تشتري الوقت لدولة العدو الصهيوني, كي يكرّس باستيطانه الموسع وتهويده امراً واقعاً يصعب بعده الحديث عن حل الدولتين (كما روّج ويروج الأميركيون لذلك), بل خصوصاً لأن روس نفسه كما باقي فريقه كانوا يُنسقون خطواتهم وتحركاتهم مع «شركائهم» الإسرائيليين, ما أوصل «العملية» الى طريق مسدودً, خاصّة بعد تعيين شريك جورج بوش الإبن في حربهما العدوانية على العراق «توني بلير» مبعوثاً للجنة «الرباعية الدولية», المكونة من الولايات المتحدة، روسيا,الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. (علينا بالمناسبة عدم نسيان ان مجرم الحرب نتنياهو كان اعلن مؤخرا ترشيحه توني بلير «مُنسقاً للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة, لكن تعيين الهولندية/سيغريد كاخ لهذا الموقع من قبل غوتيريش, أحبط مسعى نتنياهو لتعيين هذا البريطاني المتصهين في منصب إنساني حساس كهذا).
نقول: استكمالاُ لمقالة أمس، فإن دينيس روس حرص في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية, على التماهي مع البروباغندا الصهيونية, حيث لم تتوقّف حكومة نتنياهو كما شبكات التلفزة وباقي وسائط الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي المؤيدة لخطابها, عن الترويج له بعد السابع من أكتوبر، عبر زجّ «ايران» وتحميلها مسؤولية ما حدث في ذلك اليوم, الذي كانت فيه دولة العدو تحتفل بآخر أيام عيد العُرُش اليهودي واسمه «عيد فرحة التوراة» وليس يوم «كيبور/الغُفران»). إذ قال روس: لم تكن ايران «ربما» على عِلم مُسبق بهجمات حماس, غير ان ذلك - أضافَ قاصداً نزع الصفة الوطنية عن نضال الشعب الفلسطيني, ضد الإحتلال العنصري الإستعماري الصهيوني، غير ان ذلك - واصلَ روس - لا يرفع عن ايران المسؤولية، لأن حركة حماس (وهذا ما رمى اليه) جزء من «محور المقاومة», الذي وصفه روس بـ«محور البؤس», مؤكّداً في الآن ذاته: انه/ روس «لم يتوقّع على الإطلاق ان تُنفذ الحركة الفلسطينية «المتشدّدة» وِفقة, هجوماً كالذي حصل في أكتوبر الماضي«, لإعتقاده ان «اسرائيل ستكون أفضل استعداداً مما كانت عليه», لأن لديها - استطردَ - مزيجاً من المعلومات الإستخبارية والإستعداد العسكري الذي سيمنع أي شيء من هذا القبيل».
هل خاب أمله حقّاً من أداء دولة العدو, و«جيشها الذي لا يُقهر»؟.
لا يبدو الأمر كذلك أقلّه في العلَن، إذ انتقل كما عرضنا أمس الى شيطنة حماس وأنه لم «يتخيّل» ان مقاتلي الحركة, «سيُعذبون الناس قبل ان يقتلوهم»، ثم إنتقلَ الى طرح ترّهاته وقراءاته «للمُستقبل».... ليس بكونه المُستقبل «الذي نعود فيه الى 6 اكتوبر 2023, بل - يُضيف روس - الواقع «الوحيد الذي من شأنه ان يجعل هذه الكارثة أسوأ»، مُنتقداً بحذر عبارة الأمين العام للأمم المتحدة/غوتيرش, ان «ما حدثَ في 7 أكتوبر لم يأتِ من فراغ» لأنها ــ يقول روس عن عبارة غوتيرش ــ «يُمكن ان تشي بأن ما فعلته حماس كان مقبولاً بطرقة أو بأخرى»، مُعلناً بحماسة صهيونية.. رفضه المُطلق لهذه المقولة, كما الإستنتاج الذي قد يَخرج به مَن رحّب بها.
عن سؤال آخر.. حول ماذا إذ كان يجب ان ينتهي الإحتلال؟. جاء جواب المبعوث الأميركي لـ«عملية السلام» مُكرّراً ومُكرِّراً الشروط التي وضعها قادة الدولة العنصرية الإستعمارية الصهيونية منذ العام 1967 حتى الآن, إذ قال: نعم يجب ان ينتهي الإحتلال بطريقة «تتّفِق مع أمن اسرائيل». ما يعني من بين أمور اخرى بقاء الإحتلال واستمراره, لأن «أمن اسرائيل» كما يراه قادتها الفاشيون, «يعني مواصلة الإستيطان, والقدس «المُوحدة» عاصمة أبدية لإسرائيل, مع «لا» قاطعة ونهائية لعودة اللاجئين, فضلا عن أن جيش الإحتلال هو الذي سيتولى, امن حدود فلسطين التاريخية من البحر الى النهر. ناهيك عن سيطرته على المعابر والأجواء وما تحت الأرض من ثروات وبخاصّة المياه.
فأي «احتلال» هذا الذي سينتهي...ومتى؟.
** استدراك:
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوم الجمعة الماضي29/12, بأن رئيس حكومة العدو/مجرم الحرب نتنياهو, الذي يرفض إجراء مناقشات بشأن «اليوم التالي» للحرب الصهيونية على قطاع غزة، طلبَ من المستوى الأمني, «فحص» ما إذا كانت هناك «قوى محلية في قطاع غزة، يُمكن التعاون معها واستخدامها».
وأوضحت الصحيفة أن من بين الجهات التي يُمكن الحديث عنها في هذه الحالة «عشائر مُسلّحة»، على سبيل المثال. مُضيفة إن نتنياهو طلبَ من الأجهزة الأمنية «فحص إن كان بإمكان إسرائيل, تعزيز مكانة عشائر وجهات محلية ودعمها، بحيث يُمكنها السيطرة على أجزاء من قطاع غزة».