خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

بداية العام الجديد مع الشاعر سليمان الغزي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
الاب رفعت بدر

أمضي الساعات الاخيرة من العام الحالي، وابدا عامي الجديد، مع الشاعر سليمان الغزي، كما وصفه العلامة الاب سمير الخليل اليسوعي. وهو الاسقف الغزي الذي عاش بين القرنين العاشر والحادي عشر للميلاد، وتطرق دائما في شعره الى المواضيع المسيحية من شرح للكتاب المقدس، وايضاح للعقيدة وللطقوس، ومدح لحياة الزهد والنسك، وتغنّى بالاخلاق المسيحية، ووصف لعادات المسيحيين في اعيادهم واحتفالاتهم العبادية، ولم ينس الاسقف سليمان ان يحث المسيحيين على ضرورة الاهتمام بالفقراء وعدم تخزين المال، كما يحتل شاعرنا اهمية تاريخية قصوى لجهة وصفه احوال المسيحيين العرب في العصر الفاطمي، وبخاصة خلال خلافة الحاكم بأمر الله (1021). ونستطيع القول انه ولد في منتصف القرن العاشر ميلادي وتوفي أسقفاً وقد تجاوز الثمانين من العمر في الثلث الأول من القرن الحادي عشر. وكان اسقفا على غزة، بعدما ترمل، ويقول بشعره:

يا بيعة الله الكريمة فاسمعـي/ مما يقول في الكتاب الاسقف

فهو المخاطب عن مسيح الله/ ناموسه وهـو الاغر الاشرف

لا تغفلي عما يقول تكبرا/ فذوو الفساد من الاجابة تأنف

وقد تميز الشاعر بجداله المستمر والمستميت مع اليهود الذين عاش في بيئة كانوا بها كثرا. ويعد ديوانه الشعري أول ديوان له طابع مسيحي باللغة العربية، ويسمى مناجاة روحية.

عدت الى سليمان في هذه الايام التي تكثر فيها اسئلة الاعلام عن الاهل والاحبة في غزة، ومع عيد الميلاد كثرت الاسئلة عن المسيحيين هناك، وتوالت التعليقات المشيدة بالانزال الجوي الذي قامت به القوات المسلحة الاردنية، على الساكنين في كنيسة القديس برفيروس في غزة، مساء الميلاد، وهي الكنيسة التي كان سليمان الغزي – و اسمه الاصلي سليمان بن سليمان حسن الغزي- اسقفا عليها. فهو بحضوره وكلامه يؤكد على تاريخية الشعب العربي الفلسطيني في غزة. و لقد تألم كثيرا سيما وانه عاش في عصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي أقدم على كثير من العنف تجاه الناس، ولكنه كان متأملا دائما بان يكتب الله تعالى لشعبه اياما افضل.

وليس افضل من الختام بالابيات التالية، التي أضعها بين يدي القارئ الكريم، وكلي أمل بان تشعل في قلوبنا اجمعين نورا من الامل والرجاء، بان غزة ستنهض من وسط التعب والدماء، وستقول مع اسقفها الغزي «فما بيدي الحياة، وانما بقوتك اشتدت من الضعف قوتي».

وهذا ما نريده لها ولفلسطين ولكل بقعة من الارض ما زال القتل فيها يوميا، في حروب داخلية أو خارجية. يقول الشاعر الغزي:

«فيا سيدي أنت الطبيبُ لعِلتـي وموجبُ أسباب الحياة لمهجتي

كتابُكَ ناموسي وجسمُكَ هيكلي وكـلـمتُكَ أبدت مسامعَ كلمتي

وقُدسُكَ من أبواب صهيونَ لاحَ لي ووجهُك في أعلى السماواتِ قبلتي

تُعذبني الدنيا بصرفِ هُمومِها وتقليبها لي في رخائي وشدتي

وأقبلتُ مع لص اليمين الذي مضى بإيمانه مستفتحاً باب جنتي

فما بيدي نلتُ الحيــاةَ وإنما بقوتك اشتدت من الضعف قوتي

لك الشكر يامولاي في مافعلتَ بي أضاعفه للدهر أضعافَ نعمتي

وأبـلغُ ما أملـتهُ ورجـوتُـه إذا ما انقضت من عالم الكون مُدتي».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF