يوما بعد يوم يقدم الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية الدليل بعد الدليل، على مشاركته لإسرائيل في كل عدوان لها على أمتنا، وخاصة في فلسطين، وآخر صور هذه المشاركة وأوضح صورها، هي العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ نحو شهرين ونصف على المدنيين العزل، ويمنع عنهم الماء والكهرباء، والغذاء والدواء، ويرتكب على مدار الساعة مجازر غير مسبوقة، بدعم ومشاركة من الغرب الظالم. الذي لا يتردد الكثيرين من ساسته عن اعطاء تفسيرات دينية لهذا الدعم للعدوان، بل وللمشاركة الفعلية فيه.
وهي مشاركة لا تقتصر على تبني الرواية الإسرائيلية للعدوان، وكذلك تبني أهداف هذا العدوان. ومنها إطلاق بضعة عشرات الأسرى عند حماس، بينما يتجاهل الغرب الظالم الآلاف من أبناء فلسطين من الذين يعتقلهم كيان الاحتلال بدون محاكمة الكثيرين منهم، وفيهم أطفال ونساء وشيوخ.
مشاركة الغرب في العدوان الإسرائيلي، لا تقتصر على توفير الغطاء السياسي للعدوان، وخاصة من خلال استخدام حق النقض (الفيتو)، لمنع مجلس الأمن من إدانة العدوان الإسرائيلي.
كما أنها مشاركة لا تقتصر أيضا على دعم إسرائيل وإمدادها بكل أدوات القتل والتدمير، لاستخدامها ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وغيره من أنحاء الاراضي المحتلة، وهي مشاركة لا تقتصر أيضا على تقديم المعلومات، والاحداثيات للعدو الاسرائيلي، من خلال غرف الاستخبارات المشتركة، والثنائية.
لكن المشاركة الغربية في العدوان الإسرائيلي، خاصة على قطاع غزة، والمستمر منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، تتم أيضا من خلال مشاركة الجيش الأمريكي فعليا وعلى الأرض في هذا العدوان، ليس فقط من خلال المستشارين العسكريين، وقبلهم مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعات مجلس الحرب الاسرائيلي، وهو ما فعله وزير الدفاع الأميركي وسبقه إلى ذلك وزير الخارجية الأميركي الذي أعلن منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي، أنه يتصرف كيهودي.
لكن هذه المشاركة تتم بصورة خشنة من خلال وجود الجيش الأميركي على أرض غزة بجانب الجيش الإسرائيلي، أي أن الولايات المتحدة الأميركية، تشارك في العدوان بالسلاح وجنود المارينز وغير المارينز.
آخر صور المشاركة الغربية في العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، أن الغرب هب هبة واحد لبناء تحالف عسكري دولي لضمان تدفق ما يضمن للعدوان الاسرائيلي استمراره، لمجرد أن أعلن الحوثيون في اليمن انهم سيمنعون السفن المتجهة عبر باب المندب والبحر الحمر إلى فلسطين المحتلة، إلى حين وقف العدوان على قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، مع ضمان حرية ملاحة سائر السفن، المتجهة إلى غير فلسطين المحتلة.
الغرب المنحاز للعدوان الاسرائيلي، اعتبر إعلان الحوثيين تهديدا للأمن العالمي، يستدعي بناء تحالف عسكري دولي لردعه، بينما حرب إبادة جماعية للمدنيين في فلسطين، لا يستدعي قرارا من مجلس الأمن لوقف هذه الإبادة، في اسوأ وأوضح صور ازدواجية للمعايير التي يمارسها الغرب، مما يؤكد أن الأمر ليس مجرد تغطية ولكنه مشاركة عملية في العدوان بكل صوره.