استقبلت كنائس الطوائف المسيحية في الأردن احتفالات عيد الميلاد المجيد ورأس السنة هذا العام وسط أجواء الحزن والألم والغضب وغياب الفرح والبهجة.
كنائس خلت من أية مظاهر احتفالية، ومنازل تخلو من البهجة، ومتاجر وشوارع خالية من كل مظاهر الفرح، كل ذلك احتراما للضحايا البريئة ولِدماء شُهدائِنا الزكية في غزة وعُمومِ فلسطين، وتضامناً مع تردي الأوضاع الإنسانية بسبب العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي دخل شهره الثالث.
كان مجلس رؤساء الكنائس في المملكة أعلن، الجمعة الماضية، عدم تقبل المعايدات في عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية لهذا العام، والاكتفاء بالصلوات الكنسية.
لقد تحول الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد وتزيين شجرة الميلاد، باعتبارها عنواناً واضحاً لمظاهر الاحتفال بالعيد، إلى الحزن والصلاة التي تحمل دعوات للفلسطينيين في قطاع غزة، ولن يكون هناك سوى ظل شجرة عيد الميلاد وهو انعكاس مؤثر للمعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.
يمثل عيد الميلاد نافذة على العالم بالنسبة للاردنيين وللفلسطينيين في الاردن وفي بيت لحم، حيث يجتمع عادة المسيحيون والمسلمون والزوار من جميع أنحاء العالم للاحتفال، وهم يسعون كرجال دين الى لفت انظار العالم وكتعبير قوي عن الحزن الشديد لما تمر به الأراضي الفلسطينية من ابادة جماعية على يد الة الاحتلال الاسرائيلي وإلى الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون، من صعوبات وتحديات وحرب ودمار.
واتى الظرف على إلغاء جميع فعالياتِ وأنشطة ومظاهر عيدِ الميلادِ والبازارات الميلادية، واستعراضات الكشافة الموسيقية، وجولات توزيع الهدايا للأطفال واشكال التزيين الميلادية وغيرها تعبيرًا عن الوحدة مع غزة ورفضًا للعدوان المستمر على الفلسطينيين واقتصارها على القداديس والصلوات ولما يرتكبه العدوان الإسرائيلي الغاشم مِن أعمالٍ بربرية ضد الإنسانية مُخالفة كُل الأعرافِ الاخلاقية والدولية.
كما جاء التعبير قويا بقيام القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، مساء الأحد الماضي بتنفيذ إنزال جوي إغاثي لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس، الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، وذلك عشية عيد الميلاد المجيد كما ظهر التضامن مع فلسطين، بتزيّن أعلام الأردن وفلسطين والشماغ والكوفية وحمام السلام، شجرة الميلاد، التي وضعت في زاويا الكنائس بالأردن ووضع أمام الهيكل جدار الفصل العنصري، الذي أريد منه الإشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني، حيث صعوبة الاحتفال بعيد بالميلاد في ظل الظروف التي يمرون بها. كذلك وضع ?جسم للطفل يسوع ملفوفا بالشماغ الأردني والكوفية الفلسطينية للتاكيد على اهمية احترام الانسان الفلسطيني، وحقه في العيش بأمان وسلام على ترابه الشرعي، دون انتقاص لهذا الحق بالقتل او التنكيل او التهجير.
كما عبر جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله على حسابه الرسمي على منصة «إكس»، قائلا: «في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الميلاد المجيد، تغيب البهجة ويغيب السلام عن الأهل المسيحيين في الأراضي المقدسة».