قرابة عقود وهي تعمل بجد واجتهاد ومثابرة وعزيمة وصبر وبالعديد من المبادرات والتي تعرفت على أحدثها وهي فوز لها من خلال فيلم «بحالي بلشت» والذي فاز مؤخرا بالجائزة الأولى الذهبية لأفضل فيلم بيئي في المهرجان الدولي للسينما البيئية في قابس/ تونس والذي أعدته أمل جميل مدنات بالتعاون مع المخرج اللبناني اميلي النمري.
تعرفت عن قرب من قصة المبدعة الأردنية أمل جميل مدنات ووجدت العديد من محطات الإبداع والتطوع والانتماء في العمل في المجال البيئي وتدوير النفايات والكثير من الجهد الشخصي في هذا المجال دون كلل وملل.
للعلم أمل جميل مدانات هي ناشطة اجتماعية وبيئية، درست علم اجتماع وتقاعدت مديرة في مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري، اهتمت بإعادة التدويروقامت عام 2012 بتأسيس مبادرة نحو صفر نفايات في مدرسة ضاحية الحسين في عمّان وعملت لسنوات طويلة في تنمية المجتمعات المحليّة الأقل حظاً.
رؤية مدانات تتمثل في أن بإمكان المدارس في الأردن أن تصبح مركزاً لتعليم الطلاب والمجتمعات المحلية بموضوع إدارة الموارد والنفايات استناداً على المفاهيم الخمسة في إعادة التصميم وتقليل الاستهلاك وإعادة الاستخدام والتصليح لذلك عملت على ابتكار مفهوم وفكرة تصميم وتأسيس معرض دائم للنفايات في مدرسة مدرسة ضاحية الحسين الأساسية التي أطلقت فيها مبادرتها البيئية «مشوارنا لصفر نفايات»، وفي ذات المدرسة ابتكرت ما يسمى بالمعرض الدائم للنفايات الذي يسلط الضوء على التحديات البيئية المرتبطة بالنفايات.
وتتمثل بأن الأطفال هم الجيل الذي يمكن أن نصنع من خلاله أمما وحضارات متطورة ونظيفة، لذا استهدفت في مبادرتها مدارس الأطفال منارة العلم والتعلم، إذ ترى أن الأجيال الصاعدة هم سلاح التغيير ونقل المجتمع لمرحلة الوعي والسلامة العامة.
قصة هذه المبدعة الأردنية تتمثل بتطبيق فكرتها بنفسها حيث لم يرق لها الحال الذي وصل له مكان سكنها في أحد أحياء العاصمة عمان، فجمعت بين تفعيل انتمائها لبلدها والأخلاق والعلم والعمل والابتكار والتطوع لتحول الأماكن المشوهة بالنفايات المتناثرة إلى أماكن نظيفة، وعملت على مساعدة ومؤازرة عامل الوطن الذي ينهك كل صباح لتنظيف ما يتراكم طوال اليوم من نفايات في محيطها فقامت بأول عملية فرز داخل بيتها وفق أنظمة وتعليمات لجميع أفراد أسرتها التي احتاجت لوقت حتى تنجح وبعد نجاحها في منزلها، بالفكرة للحي الذي تقطنه وعقدت اتفاقا مع أحد الأشخاص والذي يعمل بفرز النفايات «المواد القابلة للتدوير» من حاوية في الحي من أجل توفير كل المواد التي يحتاجها في عمله من خلال «حاويات» مخصصة لذلك وضعتها بالقرب من منزلها، ومن ثم انتقلت لتطبيق مفهوم آخر يسهم في تخفيض نسب النفايات الملقاة، وهو الحد من الاستهلاك في مشترياتها وأسرتها والذي يحدد المواد الضرورية لشرائها مقابل المواد التي يوجد لها بدائل صديقة للبيئة وقابلة للاستدامة.
مفهوم «صفر نفايات» وكتابة مقالات في مجلات، ومقابلات تلفزيونية عدة، ومحاضرات كثيرة، إضافة لإنتاج فيلم عن حياة السيدة هيفاء البشير، ومسيرة حافلة بالتطوع والخدمة المجتمعية وتكريم من مؤسسات دولية هي قصة عسى أن تجدي نفعا في دفع مؤسساتنا الوطنية للوفاء والتكريم لهذه المبدعة الأردنية بحق.
نتحدث عن مدانات بفخر واعتزاز بوجود مثلها من الكفاءات المميزة والتي تقدم من أجل الوطن الكثير، فلها التقدير والامتنان، وإلى تكريم يليق بها وبمسيرة نجاحها المشرفة.