سارة طالب السهيل
الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة لا يقبله كل من يحمل صفة انسان على الكرة الارضية، فلا يمكن استمرار حرمان أهل غزة من أدوات الحياة البسيطة من ماء ووقود وغذاء ودواء مع استمرار عمليات القتل واراقة دماء الآلاف، وما قد يتسبب في كوارث بيئية تصيب سكانها وكل من يدخل أرضها
فقد تابعت خبر اصابة نحو ثمانية عشر جنديا اسرائيليا في غزة بالإسهال والقيئ نتيجة اصابتهم بأحد الميكروبات، وما خفي كان أعظم، ونقلوا لتلقي العلاج بمستشفيات اسرائيل.
فاذا كان جنود الاحتلال قد أصيبوا خلال تواجدهم بغزة لعدة أيام، فما بالنا بسكانها وما يعانونه من أمراض وأوبئة، لم يكشف عنها النقاب بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت عنهم.
شعوب العالم في الشرق والغرب انتفضت رافضة قتل المدنيين في غزة ودعت شرفاء العالم وحكوماته للتدخل الفوري لإنقاذ شعبها من الدمار والموت جوعا وعطشا ومرضا.
وسارعت دولنا العربية على رأسها الأردن بجهود عظيمة من جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بتقديم الامدادات الغذائية والطبية العاجلة لإخوانهم بغزة، غير أن سلطات الاحتلال ماطلت كثيرا في توصيل هذه الامدادات حتى وصلنا لمرحلة الهدنة التي ساهمت نسبيا في دخول المساعدات لشعبنا المحاصر بغزة.
والحقيقة ان هذا الحصار الاسرائيلي لغزة مستمر منذ عام 1996 وحتى اليوم، وخلال هذه السنوات طالما تعرضت غزة لهجمات عسكرية وقصف وتدمير، وفي الحرب الدائرة اليوم لا أحد يستطيع التكهن بوقت توقفها، الأمر الذي يتطلب منا شعوب عربية وشعوب العالم الحر التحرك الفوري لإنقاذ أهل غزة من الموت بسبب غياب مقومات الحياة الاساسية.
وفي تقديري اننا لابد وان نفكر بشكل مستقبلي لتوفير الغذاء والماء لأهل غزة بمدهم بأدوات لإنتاج غذائهم داخل أرضهم، بدلا من السلع والمنتجات الجاهزة.
فأزمة الحياة بغزة تعد كارثة بكل المقاييس، والناتجة عن قصف اسرائيلي لخطوط المياه المغذية للقطاع، وتدمير مركبات توزيع المياه والخزانات فوق أسطح المنازل وبحسب احد مسئولي القطاع في تصريحات اعلامية، فان مياه الآبار المتبقية صارت عاجزة عن تلبية احتياجات شعب غزة بسبب عدم توفر الوقود.
يتظافر مع هذه الكارثة تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي للبحر وبركة الشيخ رضوان مما يعني اضطرار شعب غزة لتناول مياه ملوثة واصابتهم بالأمراض المختلفة.
بموجب ذلك انني أدعو الدول الخليجية التي طالما مدت يد العون للشعوب المتضررة بالعالم، ان تمد يد العون لأهلنا بغزة بتحلية ماء البحر وان كان ذلك مكلفا نسبيا لكنه حل سريع لإنقاذ ما يمكن انقاذه في هذه الظروف القاسية.
أظن ان اختبار انسانيتنا جميعا على المحك، وهو ما يؤمل معه ان تضغط شعوب العالم الشريفة في للمطالبة بإمداد الغزاويين بالوقود والغذاء الضروريين لاستمرار الحياة.
اتمنى ان تتشارك دولة او دولتين او اكثر بتبني بالتعاون معا لسد تكاليف ارسال جهاز التحلية وتنقية المياه إلى غزة.
اعرف جيدا ان الأزمة تطلب حاليا طعام جاهز ولا يحتاج لوقت و لكن نضرب الحديد و هو ساخن لحلول جذرية تنفع للمستقبل
و يمكن لأهلنا في غزة ايجاد حلول تحمي اجهزة تنقية المياه و اخفائها حتى لا يتم قصفها وإتلافها من قبل مجرمي القرن المحتلين.