جنباً إلى جنب مع اهتمام ومواقف جلالة الملك عبد الله الثاني–حفظه الله ورعاه – للشأن الدولي ودفاعه عن القضية الفلسطينية وجهوده المكثفة لوقف الحرب الدائرة على غزة والضفة الغربية وتوجيهاته السامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة له وضمان حقه في حماية مقدساته والدفاع عن حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، يركز جلالته على الشأن المحلي أيضاً ومن خلال التوجيهات الملكية السامية والتي تمثلت في متابعة جلالته لمستجدات تنفيذ خارطة الطريق لتحديث القطاع العام، وضرورة تحسين عم? القطاع الحكومي وتطوير الخدمات المقدمة وتعزيز دور وحدة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وضرورة الإسراع في الانتهاء من خطة إعادة هيكلة وزارة الاستثمار، وكذلك تشجيع الفرص الاستثمارية وتحفيز القطاعات المختلفة ضمن تنفيذ خطة العمل في منطقة البحر الميت التنموية وأهمية الاستفادة من الخبرة في المناطق التنموية الأخرى بالمملكة، لجذب الاستثمارات للمنطقة وإزالة المعيقات التي تواجه مسيرة التنمية.
خلال متابعة جلالته لسير عمل الحكومة في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، أكد من جديد على المضي قدماً في مشروع تحلية ونقل المياه من العقبة إلى عمّان (الناقل الوطني) وأشار إلى ضرورة اعتباره أولوية وطنية، وأن تنعكس نتائج مؤشرات رؤية التحديث الاقتصادي على المواطنين سواء من حيث تحسين مستوى الخدمات أو إنجاز المشاريع، ودعا جلالة الملك إلى مواصلة الآلية التشاورية مع القطاع الخاص من قبل الحكومة، لوضعهم بصورة ما تم إنجازه، والمتوقع أن ينجز في العام المقبل بكل شفافية ووضوح، وبحث كيفية تجاوز أية عقبات في مجال التحديث، كما?لفت جلالته في هذا المجال إلى أهمية تطوير بناء قدرات الوزارات بشكل سريع لضمان تنفيذ خطة الرؤية، وإعداد تقارير شهرية بمستوى الإنجاز، وفق الجدول الزمني المحدد.
تعمل الحكومة حالياً على استكمال الخطوات المطلوبة لمأسسة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لتكون خريطة طريق عابرة للحكومات، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 26 أولوية لهذا العام، و53 أولوية قيد التنفيذ، فيما تأخّر العمل في 17 أولوية، حيث عقدت في هذا المجال عدة اجتماعات وزارية لتذليل العقبات التي تعيق تنفيذ بعض الأولويات المتأخرة، وسينتهي العمل بـ 8 منها قبل نهاية هذا العام، مثل إقرار الاستراتيجية الوطنية لقطاع النقل (2023-2027)، وإنشاء مجلس مشترك من قطاع المياه والطاقة والأمن الغذائي والبيئة، إلى جانب الإسراع في إقرار ع?د من التشريعات، وبهذا تكون الحكومة انتهت من تنفيذ 87 أولوية من أصل 96 قبل نهاية هذا العام، فيما سينتهي العمل بالأولويات الثمانية الباقية قبل نهاية الربع الأول من العام القادم.
قبل فترة قصيرة اطمأن جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على كوادر المستشفى الميداني الأردني غزة/76، وعلى المصابين منهم جراء القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى، وأكد جلالته أن الاعتداء على الكوادر الطبية في المستشفى جريمة بشعة، لافتاً إلى أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الهجوم.
وجدد جلالة الملك التأكيد على دعمه للجهود الجبارة التي تقوم بها كوادر المستشفى في خدمة وعلاج الأهل في غزة من ضحايا العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن هذه الجهود جزء من وقوف الأردن المستمر مع الأشقاء الفلسطينيين.
تكمن أهمية التوجيهات الملكية في الشأن المحلي لتعزيز المنعة الوطنية واستكمال النهج في التحديث والتطوير، فعلى الرغم من مشاغل جلالته الكثيرة، إلا أن جلالته يحرص على متابعة الملفات المحلية كافة، بدرجة تصل أحياناً إلى المحاسبة الأدبية والطلب بالإسراع وضرورة تذليل العقبات، فلا يقبل جلالته أي مبرر للتأخير والبطء في تنفيذ الخطط وعلى الوجه الأمثل خدمة للوطن والمواطن، فهل يكون الجميع على قدر همة ورعاية سيدنا الدؤوب للشأن المحلي والخارجي على حد سواء؟.
