نحن لسنا ضد التقدم والتطور في الوسائل والأدوات والطرق والأساليب التي تساعدنا وتسهل علينا حياتنا، وتخدمنا وتقلل علينا الجهد والتعب والوقت ولا شك أنها اختراعات عبقرية لأناس جاهدت وتعبت لتصل لمثل هذا التقدم التقني، ولكن يعود الأمر إلى أساليب استخدامها وطوق التعاطي معها، وإلى ما يبث من خلالها أيضا.
فكل شيء في بدايته كان غريبا ومستهجنا، وتنقسم الناس في هذه الحالة إلى نصفين مؤيد ورافض.
ولكنني هنا أقف بالمنتصف أميل إلى كفة المؤيد، ولكن بشروط، على أن يتم ملء هذه الأجهزة والبرامج المتطورة بكل ما هو إنساني ونبيل، ويتوافق مع القيم الإنسانية النبيلة، ويخدم المجتمع والترابط الأسري والمجتمع بشكل عام، إضافة إلى العلوم والتكنولوجيا وكل ما يمت إلى العلم الحديث بصلة.
فالعلم دون أخلاق لا جدوى منه وقد كنت قد كتبت قبل سنوات عديدة وأنا في سن صغير أن العلم المتطور دون أخلاق وإنسانية أوجد لنا الأسلحة المتطورة التي لن تخدمنا إلا في القتل والحروب والتدمير، بينما العلم المتطور المصاحب للإنسانية والأخلاق اخترع لنا الأدوية والعلاجات ووسائل الراحة والمواصلات وغيرها من وسائل خدمة الناس.
ومن هنا ندعو مراكز العلم والعلماء في العالم الإضافة إلى أمخاخهم العبقرية الكثير من الحب والإنسانية والشعور بالمسؤولية والانتماء إلى الناس والسعي لتعمير الأرض لا هدمها
ومحاولة معالجة المشاكل بطرق أكثر إنسانية مثل تزايد أعداد الناس ونقص الغذاء والدواء والتلوث وتغيير المناخ فلكل قضية حلول ممكنة تحتاج القليل من الصبر والتخطيط مع الحزم للتطبيق
وستكون الأمور على ما يرام.
إن مستقبل البشرية صار محفوفا بالمخاطر في ظل تهديد الذكاء الاصطناعي بحسب المهتمين بهذه القضية، وهذه المخاوف لها ما يبررها في ظل التطوير المذهل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتسارعة، مثل روبوتات تؤدي وظائف طبية كسحب الدم من المرضى بدقة عالية، والكشف المبكر عن السرطان وغيرها.
فالمبرمجون قادرون على صنع برمجيات خبيثة قد تراوغ برمجيات مكافحة الفيروسات الإلكترونية، وتستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي–كما يقول الخبراء–المعدة للاكتشافات، أن تتعرف إلى أدوية جديدة، لكن الوصف نفسه ينطبق على صنع أسلحة كيماوية. وذلك كما في تجربة تركيب غاز السارين من قِبَل الذكاء الاصطناعي، وتعرفه على 40 ألف مادة كيماوية سامة خلال 6 ساعات، وبعضها أكثر سمّية من أي سلاح كيماوي معروف.
ولنتخيل قدرة تركيب غاز السارين وحده في الفتك بالبشرية، وما بالنا بالتطبيقات والاستكشافات الأخرى غير المعلنة وتأثيرها في بني آدم؟!! ولعل إعلان شخصيات مؤثرة مثل ستيفن هوكينغ و إلون ماسك وبيل غيتس، عن أن التطور المهول لهذه التقنيات ربما يمهد لفناء الجنس البشري أكبر دليل على مخطط المليار الذهبي بقاطرة الذكاء الاصطناعي.
وللأسف، فإن مستقبل البشرية واقع عملي تحت سيطرة الذكاء الاصطناعي يتحكم به كيف يشاء، خاصة وأن أدوات الذكاء الاصطناعي بيد الشركات العالمية الهادفة للربح وأنظمة السلطات العالمية الكبرى المنفذة في معظمها، للمخطط الذهبي.
وكما يقول خبراء البرمجيات، فإن المخاطر تتحقق عند الاستخدام الخاطئ لبرمجيات الذكاء الاصطناعي من خلال طريقين أولهما: إعطاء تلك البرمجيات مساحة للتحكم أكثر من اللازم دون رقيب، وثانيهما استخدامها على نطاق واسع في بعض المجالات قبل أن يكون الإنسان مستعدا لها. واتفق مع دعوة خبراء البرمجيات لضرورة إيجاد وسيلة يستطيع بها الإنسان وقف برامج الذكاء الاصطناعي، وتوفر إمكانية بالتدخل البشري عند الشعور بالخطر.
وسن تشريعات دولية ووطنية دقيقة لاستخدام تلك التقنية وعقوبات صارمة لمن يتجاوزها من الأفراد والدول.