خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

هل يمكن أن تنجح إسرائيل من المنظور الاستراتيجي؟!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد بطّاح

إنَّ المقصود بالنجاح الإستراتيجي هنا هو النجاح المستقبلي بعيد المدى، وإذا طبّقنا هذا على الحالة الإسرائيلية فإنّ المعنى هنا هو: هل يمكن أن تنجح إسرائيل في استئصال حماس كما تقول، وتأسيساً على ذلك هل يمكن أن تنجح إسرائيل في القضاء على المقاومة الفلسطينية تمهيداً لتصفية القضية التي يكافح الشعب الفلسطيني من أجلها؟

في تقديري المتواضع أنَّ إسرائيل وبرغم كل ما تقوم به الآن من عقاب جماعي للشعب الفلسطيني (قطع الماء، والكهرباء، والوقود عن القطاع)، وبرغم كل ما تقوم به من مجازر بحق جماهير الشعب الفلسطيني في غزة وبما يخالف بشكل صارخ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني فإنها لا يمكن أن تحقق أهدافها الاستراتيجية وذلك بالنظر إلى ما يلي:

أولاً: نجاح المقاومة الفلسطينية مُمثلةً في حماس في تمريغ أنف الجيش الإسرائيلي وكسر هيبته حيث استطاع عدد متواضع (1000 مقاتل) من حماس الدخول إلى ما يُسمى بغلاف غزة وقتل عدد كبير من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين (1400) وذلك في إطار من الخداع الاستراتيجي، والتخطيط المُحكم، والتدريب الشاق. إنَّ هذا يدل بوضوح على أن الشعب الفلسطيني لديه الدافعية والقدرة على «تفشيل» المشروع الإسرائيلي الهادف إلى وأد الهوية الفلسطينية وإحلال الهوية الإسرائيلية مكانها.

ثانياً: دفن «مقاربة» نتنياهو لحل القضية الفلسطينية والقائمة على أن التطبيع مع الدول العربية سوف يمكِّن إسرائيل من حل المشكلة الفلسطينية تلقائياً، حيث سييأس الفلسطينيون ويشعرون بالخذلان عندما يرون أن إخوانهم العرب يتخلون عنهم، ويرضون بالتالي (أيّ الفلسطينيون) بحكم ذاتي محدود لا يؤثر على الأهداف الإسرائيلية الكبرى والرامية إلى ابتلاع فلسطين التاريخية وتطبيق قانون يهودية الدولة عليها. إنّ الدول العربية التي طبّعت علاقتها مع إسرائيل، وتلك التي تفكر في ذلك سوف تعيد حساباتها إذْ تشعر الآن في ضوء نتائج «طوفان الأقصى» أن التطبيع مع إسرائيل قد لا يكون مفيداً ومضمون النتائج، فضلاً على أنه مرفوض من الشعوب العربية.

ثالثاً: وضوح اعتماد إسرائيل على القوى الغربية الكبرى وبالذات الولايات المتحدة لضمان حمايتها وبالذات من دول وجماعات الإقليم المعادية إذْ ما إن بدأت معركة «طوفان الأقصى» حتى حركت الولايات المتحدة حاملة طائراتها الأحدث (جيرالد فورد) إلى شرق المتوسط وقد اتبعتها بحاملة أخرى هي (إيزنهاور)، كما أن بريطانيا أرسلت بارجتين حربيتين، وقد أرفق زعماء الغرب هذا الحشد العسكري (المتضمن التزويد بذخائر، وخبراء، وتكنولوجيا بالإضافة إلى القطع البحرية) في المنطقة بتصريحات تحذيرية لإيران وحزب الله من «استغلال» الوضع والدخول في مجابهة مع إسرائيل كان آخرها تصريح » أولاف شولتس» المستشار الألماني. إنّ الدعم الغربي كان متوفراً لإسرائيل منذُ نشأتها، فهي قاعدة عسكرية متقدمةً للغرب ولكن إلى متى؟ هل يُمكن لدولة أن تظل وإلى الأبد مرهونة بدعم خارجي قد يتزعزع يوماً ما لظروف ومتغيرات كثيرة قد تحدث؟

رابعاً: وقوف عدد من «الأقطاب» الجديدة الواعدة في العالم ضد إسرائيل وإنْ ليس علناً وبعبارات قاطعة كالصين، وروسيا، والهند وغيرها، وإذا أخذنا بالاعتبار تحول العالم من عالم القُطب الواحد حيث تهيمن الولايات المتحدة إلى عالم الأقطاب المتعددة (الصين، روسيا، دول البريكس) فإنّ من المؤكد أن إسرائيل سوف تواجه معضلة تتلخص في أنها لن تظل متمتعة بحماية ودعم الدول الأقوى والأهم في العالم بل عليها أن تتكيف مع واقع العالم الجديد وتحالفاته المختلفة بكل ما يعنيه ذلك من تأثير على تحقيقها لأهدافها.

إن إسرائيل قد تنجح في تحقيق كثير من أهدافها على المدى القصير وربما المتوسط ولكنها على الأرجح لن تنجح–ولأسباب موضوعية متعلقة بقيامها على أنقاض شعب آخر (أيّ الشعب الفلسطيني)، وتحالفاتها مع دول غربية قد يضعُف دعمها اللامحدود يوماً ما، ووجودها في إقليم رافض لها–في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الكبرى، وإنّ غداً لناظره قريب!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF