خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

غزة ستالينغراد

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

يأبى التاريخ إلا أن يعيد نفسه فغزة تعيد ذكرى ستالينغراد احدى المدن الروسية التي شهدت أهم معارك الحرب العالمية الثانية 1942، ضد القوات الألمانية، ولقد استمرت هذه المعركة ستة أشهر استخدمت فيها القوات الألمانية كافة انواع الأسلحة المتاحة أنذاك، وقد هدمت المدينة بكاملها، وبلغت الخسائر البشرية في هذه المعركة نحو مليوني ضحية، إلا أنها انتهت بهزيمة الجيش الألماني.

ستالينغراد.. ما زالت هذه مذ ذلك التاريخ مثالا للعظمة، ورمزاً للصمود والتصدي في وجه القوة العسكرية الظالمة، وها نحن اليوم نرى التاريخ يعود من جديد عبر العزة التي صنعتها غزة، لتقدم لنا نموذجا جديدا ومشرفا لمعنى الصمود والتحدي.

غزة محاصرة منذ ست عشرة سنة، وهي تواجه في هذه الأيام بكل صمود القصف اللامتناهي من الجيش الصهيوني المجرم بكافة أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة التي تستهدف الإنسان والحجر والشجر، تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، تحاصرهم تمنع عنهم كل مقومات الحياة، لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء أو مسلتزمات طبية، كل هذا في ظل دعم أميركي غربي لا محدود، وهي تستعد للقيام بغزو عسكري شامل على القطاع للقضاء على حركة حماس التي لقنت الجيش الصهيوني درساً لن ينساه عندما قتلت وجرحت وأسرت الآلاف بهجومها التاريخي الذي اطلقت عليه اسم «طوفان الأ?صى ».

هناك تشابه كبير بين غزة وستالينغراد فكلتا المدينتين استطاعتا أن تواجها نظامين عنصريين، النازية الالمانية التي كانت تؤمن بسمو العرق الالماني على كافة الأعراق، والتي كانت تطمع في التوسع وحكم العالم بالمقابل فإن أهل غزة يواجهون الأطماع الصهيونية التي تؤمن أيضًا بسمو العرق اليهودي على كافة الأعراق الاخرى (شعب الله المختار)، وهم يؤمنون ايضاً بعد احتلالهم لفلسطين بالتوسع، وأن بلادهم من البحر إلى النهر.

ستالينغراد.. لم تستسلم رغم القتل والدمار والحصار وبقيت تقاوم حتى جاء البرد والثلج ليكون سبباً إضافيا لانهيار الجيش الألماني على أسوار هذه المدينة، أما غزة فعلى الرغم من حجم الآلة العسكرية والاساطيل الأميركية ما زالت صامدة، وإن كانت لا تنتظر الامطار والثلوج وترفض كافة مؤامرات التهجير.

غزة فقط تنتظر دخول الصهاينة إلى القطاع لتلقنهم درساً في معنى الوطنية والشهادة في سبيل الله والوطن، وسيكون الثمن غالياً، فدخولهم لن يكون نزهة بل سوف يشهد هؤلاء الغزاة ويشهد معهم العالم ما سوف يفعله ابطال غزة مقبلين غير مدبرين، وسوف يكون قتلاهم بالآلاف.

الإسرائيليون لن يتغيروا، وسيظلون كما كانوا دائماً، يرتكبون المجازر بحق المدنيين، ويمارسون كذبهم وزيفهم، ذلك انهم يعلمون مسبقاً انهم أمام فرصة سانحة وحالة استثنائية، وأن سكوت المجتمع الدولي وحماية الاميركان والغرب شكل لهم غطاء لمنع أي محاسبة دولية.

لكن مالا يفهمه هؤلاء القتلة أن قناع الدولة الديمقراطية المظلومة والمستهدفة، قد سقط، فشعوب العالم أصبحت تعي وتعلم حقيقة أن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تسمى دولة الفصل العنصري والتطرف والدولة التي حققت أحلامها الدينية على حساب شعب أهل الأرض، وأنها لا تؤمن بكل مبادئ الإنسانية.

سترون أن أهلنا في غزة فاقوا بعزتهم صمود «ستالينغراد»، فهم (العزة والعروبة).

أستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF