هناك شبه إجماع دولي على الدور المركزي لجلالة الملك عبدالله الثاني في مستقبل السلام العربي الاسرائيلي والاستقرار الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط، ومواجهة تحديات استراتيجية مشتركة تواجه المنطقة تمتد اثارها الى مناطق مختلفة من العالم، كالإرهاب والتطرف والصراعات المسلحة الداخلية في بعض الدول بالمنطقة والتدخلات الخارجية من بعض القوى الخارجية في بعض دول الاقليم وتفاقم مشكلة اللاجئين وغيرها..
تتصدر القضية الفلسطينية ومستقبل الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني اولوية اهتمامات جلالة الملك برؤية عادلة لسلام مستقر ودائم يحقق مصلحة جميع شعوب ودول المنطقة، بنده الاول؛ قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
لقد لعب الملك كصمام أمان لتجنب انفجارات أمنية وعسكرية مدمرة من خلال وصايته ورعايته الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ورفض بقوة وقناعة كل الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية على الاردن لتغيير مواقفه وخاصة فيما يتعلق بطروحات صفقة القرن وما تبعها من محاولات للتغيير والتبديل، مقابل دعم الاردن اقتصاديا، إلا أن الملك اقنع معظم قادة العالم «انها القدس».. التي لا مساومة بشأنها وشرف الوصاية عليها.
حرب غزة 7 اكتوبر ٢٠٢٣ التي فجرت الأوضاع على حدود غزة، كانت احد نتائج انسداد الافق السياسي امام الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه والذي حذر منه الملك ولا يزال قادة اليمين المتطرف في اسرائيل، وسياساتهم المتطرفة في استباحة الأقصى والمقدسات، وبناء المستوطنات اليهودية في القدس والضفة الغربية دون اي اعتبار للقرارات والشرعية الدولية، وتحذيراته الاخيرة في نيويورك امام صناع القرار والسياسة في الولايات المتحدة الاميركية، من ان الاستمرار في الوضع الراهن واي تجاوز للفلسطينيين وحقوقهم الوطنية سيعمل على تأجيج الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعنف، وحرب غزة المحتدمة حاليا واحدة من نتائج تلك السياسات.
اهم القيادات الدولية التي لها دور مباشر في مسيرة القضية الفلسطينية باشرت وبشكل فوري بالتشاور مع الملك عبدالله الثاني للوقوف على افضل سبل الخروج من الصدام العسكري المحتدم حاليا على جبهة غزة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي، والذي كان من اسوأ نتائجه الضحايا الابرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الامنين في منازلهم التي تم سحقها، وتجدد موجات اللجوء في مختلف الاتجاهات.
الملك يركز بشكلٍ واضح على ضرورة تجديد جدية لجهود المجتمع الدولي لإيجاد أفق سياسي حقيقي ومنجز لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وإنقاذ الابرياء من الموت، ووقف العنف الذي يهدد الامن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة والعالم.
بارك الله الجهود العظيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني لإحقاق الحق الفلسطيني واستتباب السلام والامن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.. إنه الهاشمي سبط الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام.