لغةُ الجسد هي الطَّريقة التي تتفاعل بها أجسادُنا مع حدث أو شخص معين، وهي مهمة في بناءِ العَلاقات والتواصل البنَّاء، وعدم فهمها قد يقودُ إلى سوء فهمٍ أو مشاكلَ.
ألبرت ميهرابيان، وهو باحثٌ في مجال لغة الجسد في الخمسينيات من القرن الماضي، يقول: إنَّ التأثير الكُلي لأي رسالة نودّ إيصالَها خلال تعبيرنا يحدثُ من خلال النسب التالية: الكلمات: 7%، الصوت، نبرة الصوت، وتغيير مقامه 38%، لغة الجسد 55%.
هذا يعني أنَّ المحتوى: الكلمات، هي أقل وسيلة لإيصال الرسالة. ولذلك ليس مهمًا الذي تقوله، المهم كيف كان شكلك وصوتك عندما قلته.
لغة الجسد تساعد الطبيب على فهم آلام المريض ومخاوفه، فمثلًا قد يراجع المريض العيادة لعمل فحص روتيني، ولكنه في الحقيقة يكون خائفًا من احتمالية وجود ورم خبيث بعد أن سمع أن قريبًا له شُخّص به، وهذا يظهر من حركات وجه المريض عندما يسأله الطبيب إذا ما كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.
لغة الجسد تساعدنا أيضًا على التعرُّف على مَن يحاول الكذب أو الخداع، فحركات مثل حكّ الأنف أو الفم، أو النظر إلى أعلى، كلها تشير إلى أنَّ الشخص متوتّر، وهذا يَحدث عادة عندما لا يقول الحقيقة.
يجب أن نعلّم أبناءَنا أن يُظهروا لغة جسد واثقة، وأن يتحدثوا بقوة، وهذا مهم لهم بحيث لا يكبرون وهم ضعاف الشخصية، أو يسمحون لأحد باستغلالهم.
لغة الجسد تساعد الزوجَين على فهم بعضهما، وهذا يعني وئامًا أسريًا أكثر، ومشاكل زوجية أقل.
لغة الجسد الواثقة هي انعكاس للثقة بالنفس، وأيضًا انعكاس لصحة بدنية جيدة. ومن هنا فإن العناية بلغة الجسد تتضمن الاهتمام بالصحة، عبر تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
فالتمارين تجعل الجسد ممشوقًا، وتعطي الشخص قبضةَ يد أقوى، وهذه كلها مؤشرات إيجابية في لغة الجسد.
كانت أُمي -حفظها الله وأمدها بالصحة والعافية- تقول لي عندما نتحدث: «العين مغرفة الكلام»، مؤكدة ضرورة أن أنظر في عينَيها أثناء الحديث، وهو أمر أثبتت أبحاث لغة الجسد أنه مهم للغاية، ويعبّر عن ثقة الشخص بنفسه.
«العين مغرفة الكلام»، ولغة الجسد رافعة توصل المعاني، فلنستخدمها بحيث تساعدُنا على التواصل الفعال.