خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ليس هناك مشكلة فلسطينية!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

نعم لم تكن في العالم مشكلة فلسطينية تبحث عن حل بل كانت هناك «مشكلة يهودية» أدّت الى اضطهاد اليهود في اوروبا لمئات السنين وتذبذب ساستها وحكوماتها بين استغلالها لتحقيق مصالح ومكاسب وبين إيجاد «حل» لها ومخرج من مأزقهم الأخلاقي، إلى ان قامت الحركة الصهيونية بطرح فكرة وطن قومي لهم فاقترحت الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا بلادًا مختلفة – دون استشارة أهلها- مثل اوغندا وجنوب افريقيا وكندا والارجنتين لكن رأي الحركة استقر على فلسطين اعتمادًا على الأسطورة التوراتية في أرض الميعاد، ولأهداف اخرى راقت الفكرة الخبيثة ل?لك الدول فجاءت اتفاقية سايكس بيكو ثم وعد بلفور الذي تظاهرت اميركا انها بريئة منه واذا بالوثائق التاريخية تثبت انها ضالعة في صياغته ووضعه موضع التنفيذ عام ١٩٤٨ في انشاء دولة إسرائيل بطرد الفلسطينيين من ديارهم وهم الذين لا علاقة لهم بالمشكلة اليهودية أصلًا لكن صار عندهم «مشكلة» وبات عليهم منذ ذلك الوقت ان يعانوا التشرد والضياع والقتل وان يفتشوا عن «الحلول» عبر الجانب الأميركي القادم مع كل رئيس جديد او تغيّر في أكثرية الكونغرس، ثم جاءتهم من داخلهم طامّة اوسلو وظلوا متعلقين بضبابية حل الدولتين حتى اليوم! وان ي?اني مع الفلسطينيين بالضرورة اشقاؤهم العرب من مؤامرات وتخريب ونهب واستنزاف لمواردهم على يد الاستعمار الأميركي الجديد لحساب منعة وازدهار إسرائيل وتغلغلها في اقتصادهم وصولاً الى ثقافاتهم.

لكن الم يتساءل أحد من هؤلاء وأولئك لماذا يأملون بحل يأتي من زعيمة العالم وهي السعيدة بأنها حققت بالمأساة الفلسطينية كل ما كانت تصبو له من هيمنة ونفوذ على مجمل المنطقة من خلال قاعدتها الكبرى إسرائيل.. وبابخس الاجور كما افاد علنًا وبغضب بالغ وزير مالية إسرائيلي سابق في محفل دولي حين عيّره المندوب الأميركي بالمعونة العسكرية السنوية!

والغريب ان يطل على المشهد البائس الحزين ربما للإلهاء حل الدولة الديموقراطية الواحدة ذاك الحل المثالي الذي طرحه الاتحاد السوفياتي عام ١٩٤٧ بديلاً للتقسيم وكي يمنع في آخر لحظة اندلاع الحرب التي أدت للنكبة لكن الطرفين رفضاه! وقد لا يعرف كثير من الاجيال اللاحقة ان الجماهير العربية المضللة صبت جام غضبها يومئذ بمظاهرات صاخبة ضد القنصليات الروسية القليلة في المنطقة!

اذن ليست هناك مشكلة فلسطينية تحتاج لذكاء خارق يجترح لها حلًا، بل كانت هناك في اوروبا مشكلة يهودية جرى حلها على حساب شعب آخر وبحجة أسطورة توراتية لا سند تاريخيًا علميًا لها، ولقد سعد الغرب بقيادة اميركا بذاك الحل، ليس من أجل سواد عيون المضطهدين اليهود آنذاك بل لتحقيق مصالح ابعد وأهم وأعمق في نهب ثروات المنطقة وفي تدمير حياة شعوبها الواحد تلو الاخر مقابل ازدهار دولة الآبارتهايد وتفاخرها بقانون القومية اليهودية الخالصة ولو في ظل التوتر والرعب والقلق وعدم اليقين!

وبعد.. فكما تجاوزتُ في مقال الاسبوع الماضي «وراء المشهد الدامي في افريقيا» كثيرًا من اللاعبين الثانويين فيه كروسيا وفاغنر والصين فاني افعل الشيء نفسه في مقال اليوم وان بطريقة اخرى كي لا أشتت ما اؤكد به ان خلا ص الفلسطينيين واليهود كما خلاص كل الشعوب المضطهدة والمخدوعة هو رهن بتحرر شعوب اميركا نفسها من الذين عرّفهم وحدّدهم مؤرخها الكبير هوارد زِنّ بالمواطنين الأصليين والسود وباقي المهمشين كالنساء والمشردين بلا مأوى والكادحين المحرومين حتى من الرعاية الصحية الأولية، تحررهم من اقتصاد السوق الذي تتحكم بمفاصله ?لكوربوريتس او الشركات العملاقة من عابرة القارات، اي التي ليست بالضرورة اميركية!.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF