إن التحول التنظيمي هو عملية تغيير شاملة لطريقة عمل المؤسسة، ويكون بسبب مجموعة متنوعة من العوامل؛ مثل تغييرات احتياجات سوق العمل أو التغيرات الرقمية والتكنولوجية أو التنظيمية، فهي عملية صعبة ومرهقة وتتطلب تكامل تخطيط وتنفيذ الاستراتيجية من أجل استدامة التحول التنظيمي، ويمكن اغتنامها كفرصة لتحسين أدائها وتحقيق أهدافها.
من أهم المهارات التي تحتاجها أي مؤسسة لاستدامة التحول التنظيمي هي: مهارات تنفيذية ومهارات الاستراتيجية، إذ تكمل كل منهما الآخر لضمان تنفيذ الخطط وتحقيق النتائج المرجوة.
وأبدأ بالمهارات التنفيذية التي تركز على تقبل فريق العمل للتحول والتغيير وتشمل عدة مهارات أهمها:
أولاً: إدارة العمليات والانتباه: توجيه تركيز وطاقات الأفراد للبقاء على المسار الصحيح وتحقق الأهداف.
ثانيًا: مهارات التدريب: على المستوى الفردي والجماعي تساعد ودعمهم وتحفيزهم للإيمان بالتغيير واكتساب مهاراته.
ثالثًا: مهارات التعليم: تغيير نمط التفكير والمهارات والسلوكيات حتى يمكنهم النمو.
رابعًا: مهارات إدارة الثقافة: لضمان انخراط الأفراد والعمل بروح الفريق خلال عملية التنفيذ.
خامسًا: مهارات التغذية الراجعة: فهم كيفية التحسن خطوة بخطوة وتحليل النتائج وتقييمها للتحسين والتصويب والتطوير وعلاج الأخطاء إن وجدت.
أما بالنسبة للمهارات الاستراتيجية لتحقيق استدامة للتحول للأمد البعيد وتشمل المهارات التالية:
أولاً: تحديد الأولويات: تساعد في صياغة استراتيجية منظمة وواضحة من قطع المعلومات المتناثرة.
ثانيًا: مهارات البحث والتحليل: جمع المعلومات الأساسية، وتفسيرها واستخلاص النتائج منها.
ثالثًا: مهارات جمع البيانات وتعرف الاحتياجات والتطلعات: تساعد هذه المهارات على جمع القضايا والأفكار والرؤى من الأفراد والفرق.
رابعًا: مهارات النقد والاستفهام: تساعد على تحدي ما يقوله الناس وإجبارهم على إعادة النظر في مبادئهم.
خامسًا: مهارات صياغة النتائج: تساعد في تلخيص الاستراتيجية والتواصل بها بطريقة واضحة ومقنعة.
وفي مقالي هذا أقدم لك عزيزي القارئ خطوات مقترحة يمكن اتخاذها لضمان استدامة التحول التنظيمي، وتشمل ما يلي:
• الحصول على دعم القيادة العليا: التغيير التنظيمي لا يمكن أن يحدث دون دعم القيادة العليا. يجب أن يكون المديرون التنفيذيون ملتزمين بالتحول وأن يكونوا على استعداد لاستثمار الموارد اللازمة لنجاحه.
• إشراك الموظفين: من المهم إشراك الموظفين في عملية التحول. يجب أن يعرف الموظفون سبب التغيير ولماذا هو مهم للمنظمة. يجب أيضًا أن يكونوا على استعداد لإجراء التغييرات اللازمة.
• وضع خطة واضحة: يجب أن تكون هناك خطة واضحة للتحول التنظيمي. يجب أن تحدد الخطة الأهداف التي تريد المنظمة تحقيقها والخطوات التي ستتخذها لتحقيق هذه الأهداف.
• التواصل الفعال: يجب أن يكون هناك اتصال فعال طوال عملية التحول التنظيمي. يجب أن يتم تزويد الموظفين بالمعلومات التي يحتاجونها لفهم التغيير ولماذا هو مهم. يجب أيضًا أن يكونوا على استعداد لإجابة أسئلتهم.
• الاستعداد للمقاومة: التغيير التنظيمي يمكن أن يثير المقاومة من قبل الموظفين. من المهم أن تكون المنظمة مستعدة لهذه المقاومة وأن تكون قادرة على التعامل معها بفعالية.
• الاحتفال بالنجاحات: من المهم الاحتفال بالنجاحات الصغيرة على طول الطريق. سيساعد هذا في الحفاظ على تحفيز الموظفين والتزامهم بالتحول.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للمنظمة تحسين فرصها في تحقيق استدامة التحول التنظيمي ومواكبة التطورات ويصبح دور القادة في التأثير على الفريق للجمع بين المهارات الاستراتيجية والتنفيذية لتحقيق النجاح والتكامل السلس بين الاستراتيجية والتنفيذ كوحدة واحدة لتحقيق الأهداف بجودة وكفاءة وفاعلية والاستفادة من الخبرات بشكل أكبر وأكثر فعالية، وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.