تقدمت ولازالت دولة الامارات العربية المتحدة بشكل مبهر ومثير للإعجاب بكافة المجالات، واهم هذه المجالات على الاطلاق ؛ انتماؤها القومي العربي، وتميزت علاقاتها على وجه الخصوص مع الاردن، حتى اصبحت العلاقة الاردنية الاماراتية نموذجا يقتدى على طريق التكامل الايجابي العربي، وذلك بفضل قيادة الملك عبدالله الثاني والاسرة الهاشمية والشيخ محمد ابن زايد ال نهيان واسرة آل نهيان التي تحظى باحترام ومكانة رفيعة لدى الاردنيين وكافة الشعوب العربية وقادتها منذ تأسست دولة الامارات، وصنع الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه عام ١٩٧١ معجزة الاتحاد للامارات العربية السبع، الرابضة على حدود المشرق على الخليج العربي، وهي حالة الاتحاد الوحيدة في العالم العربي التي نجحت واستمرت خلال القرن الماضي وفي التاريخ العربي المعاصر.
لقد اصبح الخليج اهم منطقة استراتيجية على خارطة العالم خلال القرن الماضي ولازال حتى الان يعتبر اهم شريان للاقتصاد العربي والعالمي، ولم تنحصر اهمية ذلك على النفط فقط، بل اصبحت الامارات من اهم النماذج على مستوى العالم في النجاح والتنمية البشرية والاقتصادية على المستوى المحلي والدولي، وباتت ابو ظبي احد اهم العواصم العالمية لصانعة القرار في المنطقة والعالم، بتوازن منقطع النظير بسياساتها وعلاقاتها العربية والدولية بفضل حكمة ورؤية القيادة لسمو الشيخ محمد بن زايد.
وحققت قيادة البلدين الشقيقين ؛جلالة الملك عبدالله وسمو الشيخ محمد، نجحا كبيرا في صناعة حالة متميزة في مستوى ورقي العلاقات الدولية بين الاردن والامارات، واصبحت نموذجا يحتذي في العلاقات الأخوية المحترمة، ومقدمة لطموح قومي للتكامل والتعاون العربي وتعزيز الثقة المتبادلة بين القيادات الحكيمة والشعوب العربية الشقيقة.
لقد جاءت زيارة سمو رئيس دولة الامارات الى الاردن الاسبوع الماضي خطوة بارزة لتعميق العلاقات الثنائية والاخوية بين القيادتين والشعبين الشقيقين، وتأكيدا من سموه وجلالة الملك على الإيمان المطلق بالتقدم خطوات ايجابية اخرى فئ العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ان النجاحات التي تحققت في نموذج العلاقات الاردنية الاماراتية لا يمكن حصرها لأنها شاملة لكل مجالات التعاون المتاحة واكثر من ذلك، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر التعاون السياسي والعسكري والامني وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون الاقتصادي والاجتماعي وفي التعليم والصحة والاستثمارات والمواقف القومية في الدفاع تعن القضايا العربية وحقوق الشعب الفلسطيني والسلام والدفاع عن حقوق دولة الامارات وسيادتها على كل شبر من أراضيها وجزرها في الخليج العربي، والتشارك في تحقيق السلام الدولي وقوات حفظ السلام برعاية الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي في اماكن متعددة في العالم ...حتى اصبح الجيش العربي الاردني وجيش الامارات حالة واحدة في العقيدة والانتماء والولاء للقيادة والامة والعقيدة.
وليس سرًا بان زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد وزياراته السابقة دائمًا واللقاءات بينه وجلالة الملك في عمان وابو ظبي، كانت دائمًا مبعث امل وسرور حقيقي ومحبة متنامية في قلوب الاردنيين لهذه القامة القومية الاسلامية الشامخة في عالمنا العربي المعاصر، وأن الشعب الأردني يؤمن ويعلم مدى حرص سموه ومتابعاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني لكل الأحوال والتطورات والتحديات التي تواجه الأردن، والشيخ محمد لم يتوان في أي يوم ابدا عن الوقوف بكل حزم وشجاعة إلى جانب الحق العربي والإسلامي والإنساني ومع الأردن وشعبه في كل الظروف والأحوال، ولم يكن لينتظر أن يسأل ماذا يقدم، ولكنه بإقدامه وبكرمه الأصيل يجعلك دائما معجبا ومبهرًا بفراسته ومحبته وعطائه، وهو الذي أكرمه الله ليكون في هذه المكانة المرموقة بين قادة العرب وقادة العالم بعراقة وكرامة عربية أصيلة ورثها كابر عن كابر.