تتزايد خطورة وحجم تجارة وتهريب المخدرات وتوابعها غير المشروعة بشكل مضطرد، مما يجعلها على قائمة أبرز التحديات على المستوى الداخلي والخارجي التي تواجه الأردن ودول المشرق العربي وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.
ويخوض الأردن حربا قومية ودينية شرسة على آفة وتجارة المخدرات بقيادة جلالة الملك وسمو ولي العهد، إذ يواصل جلالته بشكل يومي متابعاته وتوجيهاته للقوات المسلحة الجيش العربي والأجهزة الأمنية في عملياتها العسكرية والاستخباراتية المستمرة على مدى سنوات سابقة وحتى الآن، لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد مستقبل الشباب في المجتمع الأردني والعربي، وخاصة في الدول المجاورة السعودية والخليج التي تعتبر الهدف الأول لتجار المخدرات وداعميهم من جهات دولية محددة.
لقد تفاقمت تجارة وخطورة المخدرات من على الحدود الأردنية الشمالية بشكل كبير بعد اندلاع الصراع العسكري الداخلي في سوريا الشقيقة، وباتت مؤسسات الحكومة السورية لا تسيطر على مساحات واسعة من أراضي الدولة وخاصة المناطق الجنوبية ومناطق اخرى، والتي استغلتها التنظيمات العسكرية والموجهة من دول خارجية، لزراعة وصناعة وتجارة المخدرات. وذلك وفق احتمالين، الأول عدم قدرة الحكومة السورية على المتابعة والمقاومة، والثاني غض النظر عن الجهات المشغلة لهذة الآفة.
وأصبحت زراعة وتجارة المخدرات أهم مصادر التمويل المالي لأطراف الصراعات العسكرية المستمرة منذ اندلاع الأزمة في سوريا عام ٢٠١١ وذلك لحجم المكاسب المالية الكبيرة غير المشروعة التي تدرها المخدرات لتلك الأطراف.
استهدف الأردن كهدف أول لتجار المخدرات وداعميهم، وذلك على مستويين:
الأول، استهداف داخلي للشباب والمجتمع وإغراقهما بهذه الآفة.. والثاني: خارجي وهو الوصول من خلال الأردن كممر الى اسواق السعودية ودول الخليج واغراق شبابها ومجتمعاتها بهذه الآفة، كأحد أوجه الحرب على الأردن ودول الخليج والسعودية.
الحدود الأردنية مع سوريا تمتد على مسافة تزيد على ٣٨٠ كيلومتراً، ويتم تصنيع وإنتاج المخدرات وخاصة «الكبتاجون» في الجانب السوري من تلك المنطقة حسب ما تؤكده العمليات الاستخباراتية المختلفة.
الأردن وقف موقفًا عسكريا منتصرًا ومشرفا عن دول العربية والجوار، وصارما ضد نشاط شبكات التهريب والتي جعلت الحدود السورية مع الأردن مسرحاً لعملياتها الواسعة ومنطقة عبور لدول الجوار.
نشامى الجيش العربي يقومون بدوريات على طول الحدود مع سوريا بشكلٍ متواصل وعلى مدار ٢٤ ساعة يوميا و٣٦٥ يوما سنويا، لمنع عمليات التهريب للمخدرات والاسلحة.
أهم أنواع المخدرات التي تصنع المنشط الأمفيتاميني المستخرجه من الكبتاجون والمصنع بثمن رخيص جدا في سوريا ولبنان والمعروف أيضًا باسم «كوكايين» الرجل الفقير. وأصبح المخدر المفضل في السنوات الأخيرة، والذي يستغله المهربون والجماعات المسلحة والارهابية لتزويد المقاتلين به، والذي غالبًا ما يحتوي على مادة الكافيين–لتعزيز اندفاعهم ومساعدتهم على البقاء في حالة تأهب على خطوط المواجهة الامامية.
تشير الاحصاءات المتوفرة التي أعلن عنها جيشنا العربي أنه تم ضبط 2,506,176 حبة كبتاجون و 4856 كف حشيش ومادة الكريستال والجاليكا وأسلحة وقنابل يدوية ومحاولات تهريب من خلال طائرات مسيّرة (درون) خلال هذا العام، فيما شهد النصف الثاني من العام 2022 كميات كبيرة في عمليات التهريب التي تصدى لجميعها الجيش وضبط 14884 كف حشيش و 1,388,811,20 حبة كبتاجون و (4.5) كيلو غرام من مادة المارغوانا و اسلحة كلاشنكوف وكمية من الذخائر و (1876) حبة كبسول مخدرة نوع لاريكا، وعدد من الأجهزة والمعدات المستخدمة لغايات التهريب و(600) ألف ?بة مخدرة من انواع مختلفة جميعها ممنوعة في الاردن.
إن الحرب التي يخوضها الأردن على المخدرات هي ليست حماية لشبابنا فحسب، بل حماية للمجتمع والاجيال العربية اليافعة المستهدفين من قبل رعاة وتجار المخدرات وداعميهم من دول ومنظمات عسكرية وغيرها، تستهدف تدمير المجتمعات العربية والاسلامية في المدارس والجامعات، مما يستوجب وقفة قومية عربية وإسلامية ودولية لدعم الأردن بحربه الشريفة ضد آفة المخدرات.
Rzareer @hotmail.com