يلعب الملك عبدالله الثاني دورا مرموقا وفاعلا في استقرار الأمن الإقليمي والدولي، ويحظى باحترام وتقدير كبيرين من زعماء وشعوب العالم خاصة قادة الدول التي عانت ولا زالت تعاني من استهدافها من المنظمات الارهابية، وكذلك بعض الدول التي تواجه عدم استقرار سياسي وامني فيها، ووقف الملك والاردن الى جانبها وكان له دور فاعل جدا في افشال الكثير من العمليات التي خططت لتنفيذها منظمات التطرف والارهاب، وكذلك الدور الايجابي الانساني الذي قامت وتقوم به القوات المسلحة الجيش العربي والاجهزة الامنية الاردنية بالتنسيق مع الامم المت?دة،وبتوجيه ومتابعة من الملك، ضمن قوات حفظ السلام الدولية في عدد كبير من الدول العربية والصديقة.
ومن أهم مبادرات الملك الخلاقة و التي أصبحت ذات طابع واهتمام دولي كبيرين، مبادرة '"اجتماعات العقبة «التي تناقش بشكل دوري اهم التحديات الامنية التي تواجه المنطقة العربية والعالم، و تعقد دوريا منذ عام 2015 بمشاركة دولية على اعلى المستويات من ملوك ورؤساء دول وقادة الاجهزة الامنية، حيث يتم تحديد المستجدات الامنية التي تواجه المجتمع الدولي وتحدياتها وتقييمها وتحليلها ومناقشتها و وضع السيناريوهات المحتملة والاستراتيجيات العامة لمواجهتها.
واهم هذه التحديات: الارهاب والتطرف واهدافه ومنظماته وتطور وسائل الارهابيين، واستخدام الفضاء الالكتروني والتكنولوجيا في تنفيذ مخططاتهم الارهابية، والهجمات الالكترونية السيبرانية التي باتت تطلق بمئات الالاف من الهجمات، التي تستهدف مؤسسات الدول والشركات والمؤسسات الحكومية العامة والبنوك المركزية والخاصة وممتلكات الأشخاص بشكل لم يسبقه مثيل في تهديد امن وحصانة الدول والاشخاص، وكذلك استراتيجيات مواجهة تنفيذ العمليات الارهابية بالوسائل التقليدية الميدانية، وارهاب المخدرات بين الدول، والتي باتت تعاني منها معظم دو? العالم، واصبحت اكبر تحد يواجه الامن القومي والدولي في حماية المجتمعات وأجيال الشباب من هذه الافة الخطيرة والمتفاقمة بشكل كبير.
وامام هذه التحديات الامنية الكبيرة اصبحت اجتماعات العقبة معنية بشكل أساسي بوضع السياسات العليا لمواجهتها، ووضع الإستراتيجيات العامة المستقبلية على المستويات الوطنية والدولية التشاركية، واليات تنفيذ هذه الاستراتيجيات من خلال التعاون وتبادل المعلومات والخبرات بين مختلف المؤسسات العسكرية والامنية والبنوك المركزية ومؤسسات ومراكز الامن السيبراني في الدول، لتحقيق افضل النتائج في كبح وإحباط عمليات الارهاب بكافة اشكاله.
وياتي انعقاد دورة جديدة لاجتماعات العقبة في اسبانيا وبمدينة قرطبة برئاسة الملك عبدالله وملك اسبانيا فليب السادس بحضور كبير من رؤساء وقادة دول ومنظمات شريكة بالمبادرة تجسيدًا وتقديرا لجهود الملك عبدالله، والاهتمامات الدولية بما تحقق من انجازات هذه المبادرة، وما تحقق عنها من نتائج ذات قيمة عالية ساهمت بشكل كبير في احباط عمليات الارهاب، ومكافحة المخدرات على المستوى الاقليمي والعربي والدولي.
ان هذا الجهد المتميز من الملك وتوجيهاته لقيادة الجيش الاردني وقادة الاجهزة الامنية ورسائله المتعددة لها ومتابعاته بشكلٍ حثيث ويومي لمختلف الجهود والعمليات التي ينفذها نشامى الجيش والاجهزة الامنية والنجاحات الكبيرة التي تحققت في إحباط عمليات الارهاب والمخدرات، جعلت من الاردن واحة امنية مستقرة هي الافضل على المستوى الاقليمي لا بل والدولي ايضا، واصبح الملك مرجعًا لمعظم زعماء وقادة الدول بانجازاته الكبيرة في هذا المضمار.
ان النجاحات التي تحققت في الامن و الاستقرار لا نحصر اثارها في المجال الامني الوطني فقط، بل تنعكس إيجابيًا على الاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي والانظمة الالكترونية والتطور في التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات بمختلف القطاعات الاقتصادية والاستقرار السياسي والتطوير الديمقراطي وحقوق الانسان والحريات الاساسية والمدنية ومسيرة حياة وحضارة الشعوب في النظام الدولي العام..
نتيجة جهود الملك التراكمية الكبيرة وفهمه العميق للتحديات الامنية الكبيرة التي تهدد المجتمعات ومواجهتها باحتراف متميز، أصبح الاردن وجهة امنة للسياحة العالمية وللمستثمرين ووجهة فضلى لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية والعربية بفضل من الله، وحكمة الملك واداء قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية التي ارادها ان تكون دائما متميزة وفي الطليعة في الاحتراف العسكري والامني،وأصبحت نموذجا يحتذى لجيوش العالم وأجهزة الأمن فيه..
[email protected]