خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سلمى الجيوسي.. مؤسسة في فرد

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

قبل نحو أربعين يوما انتقلت الى رحمة الله الشاعرة والمبدعة والناقدة والأكاديمية المجددة الاستاذة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، مخلفة إرثا ثقافيا وفكريا استثنائيا، وكرست حياتها في تجسير الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، مقابل نظريات تدعي تفوق الحضارة الغربية، تبناها المفكر الاستراتيجي الأمريكي صاموئيل هنتنغتون في كتابه «صدام الحضارات» الذي أصدره عام 1996، وهي من النظريات التي تدعو إلى حتمية الصدام وتقسيم الحضارات والأمم تقسيم عنصري.

وسبقه بسنوات المفكر الاميركي من أصول يابانية فرانسيس فوكوياما، في كتابه «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»، الذي أصدره بعد سقوط «جدار برلين» وانهيار الاتحاد السوفياتي، وقصد به إعلان نهاية الأيديولوجيات، و"إقرارًا بأنّ الإنسان الأخير سيعيش في كنف الديمقراطية الليبرالية إلى الأبد، لأنّها التعبير النهائي والتأليفي لتراكمات الفكر الإنساني».

لكن الجيوسي تفوقت من خلال مشاريعها الرائدة الموسوعية، في نقل الثقافة والفكر العربي إلى اللغة الانجليزية، على الأدوار التي قامت بها وزارات الثقافة في الدول العربية مجتمعة! وهي كما وصفها الدكتور أحمد جميل عزم الأستاذ في جامعة بير زيت، في دراسة موسعة أعدها حول انجازات الراحلة «مؤسسة ثقافية بحد ذاتها».

أهم ما قامت به الراحلة مشاريع ترجمة الانتاج الثقافي والادبي العربي عبر التاريخ الى اللغة الانجليزية، فضلا عن إسهامها الكبير في الثقافة العربية المعاصرة، من خلال كتاباتها التي أغنت المكتبتين العربية والعالمية، بعدد من المجلدات في مجالات عدة تتراوح بين الأدب، والنقد، والثقافة، والتاريخ، والفكر، وقضايا حقوق الإنسان. بالاضافة الى إسهامها في الجدل الفكري في عدد من القضايا المهمة في محطات تاريخية مختلفة منذ منتصف القرن العشرين.

أدارت الراحلة بكفاءة عالية مشروعين الأول للترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية من خلال مؤسسة «PROTA»، ومشروعها الآخر للدراسات البحثية «رابطة الشرق والغرب–East West Nexus»، بحيث تتولى الرابطة العمل البحثي والدراسات، فيما تتولى «بروتا» الترجمات حصرا، وقد زاد انتاج المشروعين عن 50 مجلدا وكتابا، منها عشر مجموعات كبيرة موسوعية مترجمة من العربية، طبع كثير منها عدة طبعات، وعدد من الكتب حول الحضارة العربية الإسلامية، تعجز عنه كبرى المؤسسات الأكاديمية العربية، دون أن يكون لهما مقر رسمي، سوى منازل الجيوسي وعائلتها? ومنازل المتعاونين معها في الولايات المتحدة، ولندن، وعمّان.

إن ما أصدرته مشاريع الجيوسي من موسوعات أدبية وتاريخية وفكرية والعديد من الترجمات للأدب والفكر العربي، يجعل منها صاحبة دور تاريخي في نقل التراث والأدب، والثقافة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وبالتالي إلى العالم الواسع وبتوثيق هذا الأدب، وبذلك تكون قد أسهمت مبكرا في الحوار الحضاري بين الشرق والغرب.

ويحتل اسم سلمى الخضرا الجيوسي الآن مكانا مهما في أي مكتبة عالمية حول الشرق الأوسط، إذ يوجد اليوم تحت اسمها كمؤلفة، وباحثة، ومحررة، عشرات آلاف الصفحات، باللغتين العربية والإنجليزية عن العالم العربي، كما دعيت إلى قارات العالم المختلفة سفيرة للأدب والثقافة العربيين، فتحدثت في عشرات المدن حول الأدب والثقافة والفن والمجتمع والتاريخ في العالم العربي، فتناولت حقب ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية المختلفة، والفترات الحديثة والمعاصرة.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF