خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما الذي يفكر فيه مستوطن غلاف غزّة؟!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

لا يمكن لأيّ مستوطن يقيم في مستوطنات غلاف غزّة أو غيرها أن يكون خالي الذهن تماماً إزاء ما يجري حوله على الدوام من قصف صاروخي تتعرض له مستوطنته ومن قضاء أوقات غير قليلة في الملاجئ وتعطيل للأعمال والأشغال والمدارس والمصانع وسواها بين الحين والآخر، ومن إجلاءٍ أحياناً إلى أماكن بعيدة عن المستوطنات ومن توقّع لانهيار منزله فوق رأسه في أيّ لحظة، إلى غير ذلك من أحوال هذا الواقع المرير. ولا بدّ لهذا المستوطن أن تدور في خاطره تساؤلات كثيرة عن جدوى العيش في مثل هذه الظروف وعن مستقبل وجوده غير الشرعي في هذا المكان، ول?لّ أوّل تساؤل يخطر له: ما الذي يدفعني إلى البقاء في دائرة الخطر هذه ما دمت أحمل جنسية أخرى ولي وطنٌ أصليٌّ في دول الاتحاد الأوروبي وغيرها الذي كنت وما زلت أستطيع أن أعود للعيش فيه معزّزاً مكرّماً؟!

والتساؤل الآخر الذي لا بدّ أن يخطر بباله: هل تضمن دولة الاحتلال سلامته وأمنه واستقرار عيشه هو وأسرته في هذا المكان غير الشرعي؟! علماً بأنّ الدلائل تشير إلى عجز الدولة عن تحقيق ذلك له، ولاسيّما أنّ أهل غزّة هم الأكثر رسوخاً وثباتاً في وطنهم لأنهم ليس لهم وطنٌ غيره يذهبون إليه ولا تقبل باستضافتهم أي بلد عربيّ، على عكس ما للمستوطنين من فرصة العودة إلى الأوطان التي جاءوا منها.

ولو خطر ببال هذا المستوطن الطارئ أن ينشئ مشروعاً زراعياً أو تجارياً أو صناعياً أو غيره في مكان سكناه لتردّد طويلاً وعدل عن هذا المشروع لأنه لا يضمن نجاحه في ظلّ الظروف غير المستقرة وبسبب الاحتمالية العالية للخسارة.

ولعلّ التساؤل الأكبر عند هؤلاء المستوطنين هو: إلى متى تستمر هذه الحال؟ وهل إفراط جيش الاحتلال باستخدام القتل والتدمير وغيرها من الجرائم ضدّ أهل غزّة وأهل فلسطين عموماً يمكن أن يضع حدّا لهذا القلق الذي يساور المستوطنين؟! وهل يمكن لجيش الاحتلال أن يزيل غزّة من مكانها أو أن يوقف رغبة أهلها في الحياة والحرية والعيش الكريم ومقاومة الاحتلال؟!

إنّ الفرق بين أهل غزّة وسكّان المستوطنات أنّه على الرغم من قسوة ما يتعرض له أهل غزة من حصار وتجويع وقتل وتدمير إلاّ أنّهم أكثر قدرة على التحمّل من المستوطنين، وأنّه كلما ازداد الضغط عليهم ازدادوا قدرة وإصراراً على إلحاق الأذى بالمستوطنات، أما المستوطنون فلا قدرة لهم على احتمال القليل من الأذى، وليس لهم مناص من ذلك إلاّ بالرحيل عن المكان إلى أيّ مكان يشاؤون خارج هذه المستوطنات أو خارج فلسطين.

إنّ اتفاقيات السلام أو عقد الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزّة لا يمكن أن يأتي بالأمن للمستوطنين، لأنّ مفعول هذه الاتفاقيات والهدن لا يدوم طويلاً بسبب طبيعة هذا الاحتلال العدوانية وبسبب تصميم أهل غزة على التخلّص من خطر هذا الاحتلال.

كما أنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة لا يمكن أن تحقق الأمن للمستوطنات، لأنها تزيد من قوّة أهل غزة وقدرتهم على الصمود والمواجهة.

وأمام هذه التساؤلات جميعاً التي لا بدّ أن تخطر على بال كل مستوطن صهيوني في الأرض المحتلة أتساءل بدوري: من أين يمكن أن يأتي الأمل لهذا المستوطن بالبقاء في فلسطين والعيش بأمن وسلام واستقرار؟!.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF