خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

وعليهم أن يفيقوا قبل الهاوية!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

يخطئ من يتوهم للحظةٍ واحدة ان التراشق الصاروخي غير المتكافئ كمًّا ونوعًا، بين احد فصائل المقاومة في قطاع غزة المختنق بالحصار وبين جيش الاحتلال الاسرائيلي المدجج بأحدث الاسلحة وبالدعم غير المحدود من اقوى دول العالم، قد يشكل بداية النهاية لحرب تاريخية لم تتوقف منذ اكثر من قرنٍ من الزمن، لكن من المؤكد أن له دلالاتٍ اخرى أسوةً باشتباكات سابقة ليس بينها اليأس والقنوط ورفع رايات الاستسلام، بل أُولاها حاجة الفلسطينيين لمزيد من الوحدة الوطنية وتطوير ادوات المقاومة لضمان استمرارها بما يعزز الأمل بالنصر للحق الانسان? والطبيعي للشعب الاصلي المقيم على أرضه كي يكون موضع ترحيب شعوب العالم ولو بعد مئة سنة أخرى! أما ثاني الدلالات فينبغي ان يعيها الطرف الآخر اي الاسرائيليون الذين ما انفكوا يصدقون اسطورة جعلتهم حاقدين يعتدون بلا هوادة على شعب آخر آمن (الفلسطيني) لا ذنب له في اضطهادهم لقرون وقرون من قبل الدول الأوروبية غربيّها وشرقيّها مع أنهم مواطنوها، انجليزًا كانوا ام ألمانًا ام فرنسيين ام بولنديين ام غير ذلك بعدما اعتنق أسلافهم في اوروبا الديانة اليهودية عام ٧٤٠ م بأمر من ملك الخزر وبلاطه وعسكره حسب المؤرخ اليهودي المجري آ?ثر كوستلر في كتابه ((إمبراطورية الخزر وميراثها، القبيلة الثالثة عشرة))، ويمكن الرجوع بهذا الشأن ايضاً الى الكاتب الاسرائيلي الشجاع إسرائيل شاحاك (كما وصفه المفكر الأميركي المعروف نعوم شومسكي) في كتابه ((التاريخ اليهودي، الدين اليهودي، وطأة ثلاثة آلاف عام))، وكذلك لا علاقة بالطبع للشعب الفلسطيني مع تواطؤ هذه الدول لحل ما أسمته ((المشكلة اليهودية)) بأنشاء دولة إسرائيل بمشاركة الصهيونية والرأسمالية العالمية وعلى رأسها اميركا، وهدف هذه الاخيرة غير المعلن إنشاء اكبر قاعدة عسكرية لها، ليس في المنطقة وحدها بل في ?لعالم، وبدأت بمؤامرة سايكس بيكو ووعد بلفور لسلخ اليهود عن مجتمعاتهم وقومياتهم واستلالهم من بلادهم التي كانوا يعيشون فيها بأمان واطمئنان خاصةً بعد هزيمة النازية عام ١٩٤٥، وقبلها كاملي المواطنة في راحة ورخاء في الولايات المتحدة الاميركية، وذلك بإغرائهم او دفعهم كي يهاجروا الى فلسطين فيحتلوها ويطردوا أهلها من بيوتهم ويدمروا قراهم، وليجدوا بعدما خدعهم زعماؤهم ان ايديهم قد تلوثت بالدماء البريئة وضمائرهم قد فسدت بالضغائن ضد من تحمَّل الويلات ومكث في ارضه من اهل البلاد، وهاهم هؤلاء الغرباء منذ عام ١٩٤٨يعيشون في خ?ف وقلق دائميْن جراء العنف المتبادل مع الفلسطينيين العُزْل رغم معظم انتصاراتهم العسكرية عليهم، ورغم الجدار العازل الذي اعاد ذاكرتهم الى عهود الذل والمهانة في معازل الغيتو، ورغم بناء المستوطنات المحصنة غير المشروعة حتى في اراضي السلطة الفلسطينية، وفي مقابل ذلك لابد انهم ادركوا مع الزمن ان الفلسطينيين بإمكانياتهم الضعيفة المحدودة يزدادون تمسكًا بحقوقهم الوطنية واصرارًا على مقاومة الاحتلال بما يتوفر لديهم من الوسائل المتاحة او تلك التي يستنبطونها بالعزم والعقل (حركة المقاطعةBDS نموذجاً).

وبعد.. هناك من يقول ان هؤلاء الغرباء يحملون أفضل جينات الذكاء العالمي (وهو كلام لا يستند لحقيقة علمية معترف بها) ومع ذلك لا يفطنون الى أنهم مغيبون وضحايا خرافة الشعب المختار المفضّل على باقي البشر، وانهم مسوقون من قبل قياداتهم اليمينية واليسارية على حد سواء، وبتواطؤ غير خافٍ على أحد مع الليبرالية الجديدة المهيمنة بزعامة اميركا، نحو هاوية تاريخية جديدة، وعليهم ان يفيقوا قبل فوات الأوان!.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF