خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مع إيران؟ مع إسرائيل؟ أين المصلحة العربية ؟!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد بطّاح

بعد أن تم توقيع الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، وبعد أن نجحت إيران في تدعيم أذرعها الطائفية في بعض الدول العربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن) شعرت بعض الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي بالخطر وبدأ بعضها يتساءَل: أيهما أخطر علينا إيران أم إسرائيل؟، ولماذا لا نستعين بالقوة الإسرائيلية (وهي مدعومة بالقوة الأمريكية بالضرورة) لمواجهة الخطر الإيراني؟ ومن هذا المنطلق طبّعت بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.

وبعد الاتفاق السعودي الإيراني الذي تمّ برعاية صينية (2023) أصبح من الواضح أن التقرب من إسرائيل والاستقواء بها على حساب إيران أصبح مُستبعداً، بل تم النظر إلى الاتفاق مع إيران على أنه عامل مساعد في حلحلة بعض المشكلات العالقة في المنطقة مثل المشكلة اليمنية، ومشكلة الرئاسة اللبنانية وغيرها، وبالذات بعد الفشل في إعادة الاتفاق حول المشروع النووي الإيراني مع الدول الغربية (5 + 1).

إنّ هذا كله يطرح سؤالاً مركزياً يجب الإجابة عليه من قبل صانع القرار العربي وهو: أيهما يحقق المصلحة العربية بشكلٍ عام أكثر: التحالف مع إيران أم مع إسرائيل؟ وإن الإجابة على هذا السؤال تقتضي أن نُصّنف الخطرين: الإيراني والإسرائيلي فالواقع أنهما خطران لا شك في ذلك ولكنهما يختلفان في الجوهر إذ إن الخطر الإيراني هو خطر «نفوذ» قابل للزوال مع تغير الظروف والمعطيات وبخاصة أن وراءَه قوة إقليمية (قوة إيران كدولة) لا أكثر، أمّا الخطر الإسرائيلي فهو خطر «وجود» يقوم على نفي الآخر (الشعب الفلسطيني)، فضلاً عن أن إسرائيل خ?لقت ككيان على أنقاض حياة الشعب العربي في فلسطين، والواقع أنّ هذا الخطر لا يتوقف عند هذا الحد، ويكفي أن نتذكر الخارطة التي خطب أمامها في باريس مؤخراً وزير المالية الإسرائيلي الحالي » سمورتش » وهي تشمل بالإضافة إلى فلسطين التاريخية الأردن وأجزاء من سوريا والمملكة العربية السعودية، وإذا تذكرنا أن الخطر الإسرائيلي مدعوم بقوة عالمية هي قوة الولايات المتحدة الأمريكية بل الغرب عموماً أدركنا أنه أكثر جديّة وأهمية.

لا أحد بالطبع يحب أن يقلل من أهمية الخطر الإيراني الذي يتمظهر في أذرعه الطائفية في بعض الدول العربية الأمر الذي جعل إيران تدعي أنها تسيطر على عملية صنع القرار في بعض الدول العربية ولكن كما أشرنا آنفا هذا الخطر هو خطر «نفوذ» قابل للزوال مع أية متغيرات مهمة قد تتعلق بأولويات السياسة الإيرانية، أو مقومات النهوض العربي، أو المتغيرات الدولية، أمّا الخطر الإسرائيلي فهو «ماثل» على شكل دولة احتلال تغتصب أراضي فلسطين التاريخية متخطية حدودها المعترف بها دولياً، وهو كذلك «احتمالي» بالنسبة لبعض الدول العربية يتوقف على?تعاظم القوة العسكرية الإسرائيلية، واستمرارية الضعف العربي، وديمومة الدعم الغربي وبالذات الأمريكي.

ولعلّنا يجب ألّا ننسى في هذا السياق أن إيران دولة أصيلة في المنطقة (مقابل إسرائيل الطارئة التي لم تكن موجودة قبل عام 1948)، وشعبها شعب مسلم (مقابل إسرائيل التي تنزاح نحو اليمين الذي يؤمن «بأرض الميعاد» و"دعاوى التوراة")، الأمر الذي يجب أن يجعلنا أكثر حسماً فيما يتعلق بتصنيف أعداء الأمة، وبالتالي تصنيف إيران على أنها خطر «ظرفي» يجب مقاومته بجميع الوسائل المناسبة وصولاً إلى تحييده، أمّا الخطر الإسرائيلي فهو خطر «وجودي» «ماثل» وزاحف ويجب قتاله بغير هوادة وبكل السُبل الممكنة وصولاً إلى هزيمته ولو بعد حين.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF