في حالة من التحفز للانتصار على التحديات التي تواجه أعمالها، التي تهدف خدمة الأردن في زمن صارت فيه الأغلبية تتهرب من هذه الخدمة، لذلك صاروا يتهربون من لقائها لأنها تذكرهم بما يحبون أن ينسوه عن الأردن.
في طليعة هذه التحديات التي تواجهها غياب ارادة العمل الجاد والحقيقي عند بعض من المسؤولين في بلدنا، الذين يكثرون من الثرثرة ويقلون من العمل والإنجاز، علما بأن وطننا لا بحتاج الى تصريحات بل إلى إنجازات،ولا يحتاج إلى امنيات و عواطف مجردة بل الى عمل، فالاوطان لا تبنى بالامنيات والعواطف مهما كانت دافئة، فكيف إذا كانت زائفة؟!.
ان مما يزيد من الأثر السلبي ان هؤلاء يشغلون مواقع لها أثر كبيرودور محوري في تحويل الافكار والبرامج والخطط التي تنجزها مراكز التفكير والتفكر إلى مشاريع،وتنفيذها على أرض الواقع ليستفيد منها الناس.
وسط هذه التحديات تبدأ جماعة عمان لحوارات المستقبل هذه الأيام الإبحار في عامها التاسع،متربعة على ثمانية أعوام من العمل الحثيت والتفكير العميق الملتزم اللذي اثمر الكثير من الإنجازات، التي أنتجتها عقول كوكبة من أبناء الوطن وسيداته، الخبراء في شتى المجالات،الموزعين على عدد من فريق العمل المتخصصة في الجماعة، كفريق التعليم وفريق الصحة وفريق القانون وفريق الشباب وفريق الأسرة.... و عبر ثمان سنوات من العمل الجاد و المتواصل الذي جابت من أجله الجماعة أنحاء الوطن وحاورت مختلف شرائحه انجزت فرق عملها مجموعة من البرامج و?طط العمل والمبادرات للمساهمة بحل مشاكل وطننا وتطويره والنهوض به، وقد نالت كلها اعجاب وثناء كل من اطلع عليها،علما بانها جميعها مستلهمة من واقعنا،لاشئ فيها مستورد اومترجم،لأن الأوطان لاتبنى الابعقول وسواعد ابنائها.
التحدي الخطير الآخر الذي عانت منه الجماعة،وعلينا مواجهته كاردنيين هو غياب المؤسسية في بلدنا،مما يحرمه من تراكم الانجاز بل واكتماله،وقد عانينا في جماعة عمان لحوارات المستقبل الكثير من هذا الغياب للمؤسسية فكثيرا ماكنا نبدا العمل مع وزير أو مدير عام لتفيذ برنامج عمل خاص بالقطاع المعني به ذلك الوزير أو المدير العام، وبعد أن نقطع مراحل من التنفيذ يحدث التغيير فيأتي بديلا للوزير أو المدير ولايكمل ما كان قد بدأه سلفه،علما بأن المفروض أننا نعمل مع مؤسسات لا مع أفراد،ونجزم بأن هذا السلوك جعل الكثير من الجهود والأوق?ت والأموال في بلدنا تذهب أدراج الرياح.
كثيرة هي التحديات التي واجهت جماعة عمان لحوارات المستقبل خلال الثمانية أعوام التي مضت من عمرها، لكن ما يطمئن أن قاعدتها تتسع يوما بعد يوم،وعدد المؤمنين بما تطرح يتكاثر، لذلك ولإيمانها ببلدها وبمستقبله،ستواصل الإبحار في عالم الانجاز أن شاء الله، وكل عام وانتم بخير.