أثبتت الدبلوماسية الأردنية وسياسة الدولة الأردنية عامة، والتي يقودها باقتدار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أنها تملك مرونة سياسية تتقاطع وتتكيف بليونة ودينامية مع كل المستجدات السياسية في الإقليم والعالم، وهذا ما جعل المبادرة الأردنية حول عودة سوريا إلى موقعها في الجامعة العربية من خلال منهجية متدرجة احتوتها المبادرة على أساس حلحلة الملفات المتشابكة بين دول الإقليم والدولة السورية، من خلال نتائج اللقاء التشاوري بين وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا.
إن محورية الدور الأردني في عقد هذا اللقاء وارتكازا على النهج المتدرج الذي اتبعه الأردن من خلال استراتيجية التشابك والتشبيك التنموي والاقتصادي، ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين دول الإقليم، قد أعطى نتائج مبهرة من خلال سعي الأردن بكل جهد ودون أدنى تقاعس نحو استكمال مشروع التشبيك من الصفة والسمة التنموية إلى التشبيك السياسي وهو ما مهد الى هذه التفاهمات والتي تضمنت قضايا إجرائية وسياسية تنفذها الأطراف المشاركة وخاصة فيما يتعلق بملاحقة الإرهاب وتطوير أدوات التعاون فيما يخص مكافحة المخدرات والتي توافق حولها ضمن ا?ار امني العراق وسوريا والأردن من اجل القضاء على ظاهرة صناعة وتهريب المخدرات وخاصة حبوب الكبتاغون.
وقد رحب الجانب السوري بهذا التعاون والذي يمهد الطريق إلى عودة سوريا لموقعها المحوري في الجامعة العربية، خاصة في هذه المرحلة التي تتداعى بها مستويات التنسيق بين الدول وبروز الأزمة السودانية التي تمهد إلى واقع كارثي إذا ما استمر النزاع بين أطرافها.
وأجزم أن التوافق الخماسي يمكنه أن يساهم في حلحلة هذه الازمة خاصة مع الدول الإقليمية المؤثرة في الأزمة السودانية، كل ذلك كان شاخصا أمام رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عندما دعا وما زال يدعو الى تكامل اقتصادي وسياسي محوره بإقرار كل الجهات الإقليمية والدولية بمحورية الأردن كصانع للوفاق والاتفاق والذي من خلال كل الجولات الحوارية واللقاءات مع ممثلي المنظمات الدولية، وخاصة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يزور الأردن بأن أولى الأولويات تتمحور حول القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة بوجود حكومة ص?يونية متطرفة وخارجة عن القانون الدولي، ما يمهد إلى تصعيد غير مسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة بعد اغتيال الشهيد خضر عدنان بشكل ممنهج ومنظم بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام.