يتفرد الاردن بمعالم سياحية لا تملكها بلدان كثيرة، ويزيد في هذا التفرد، تنوّع هذا القطاع الحيوي.
لقد حبا الله الاردن بالسياحة الدينية والأثرية والعلاجية والطبيعية والبيئية، وغيرها، ما يتيح للمواطن الاردني والزوار من خارج الاردن، خيارات في زياراتهم لتلك المناطق ومواعيدها طوال العام.
الا أن السؤال الحائر الدائر الذي يُطرح عادة في الجلسات التي تجمع الاردنيين حول هذا الجانب: لماذا لا تكون السياحة الداخلية موازية للسياحة الخارجية؟!
والمقصود هنا، أن يكون للاردنيين حراك سياحي يلبي رغباتهم ويعرّفهم بكنوز وإرث وتاريخ وطنهم والحضارات التي استوطنته، قبل أن تترك أثرها وآثارها؟
وهذا يدعو الى جانب الحراك السياحي، الحديث عن ما يترتب عليه من كلف إلانفاق عند دخول المطاعم، والإقامة في الفنادق او الأجنحة والشقق الفندقية، لتكون بمجملها في متناول قدراتهم المالية، وتقابلها تقديم خدمات محفزة لرواد هذه المرافق والمواقع السياحية، ليكرروا زياراتهم وتنزهاتهم.
الأيام الماضية وعند حلول فصل الربيع، تحديداً، انتشرت- عادة ما تنتشر كل عام في هذا الفصل- جموع المواطنين في رحلات لغايات التنزه، اذ تبدو عمان العاصمة أكثر المتنزهين منها، الذين يتوجهون الى تلك المناطق السياحية في الأقاليم الثلاثة، سواء الى مناطق أثرية أو مناطق علاجية او مناطق تتميز بطبيعتها الخلابة، بالإضافة الى التنزه في المحميات، مع أن عمان تحتضن المدرج الروماني والقلعة وغيرهما من مواقع أثرية!.
السياحة الاردنية، تعد من القطاعات الرئيسة المورّدة مالياً للخزينة، ووضعت الاردن على الخريطة العالمية وقدمت للعالم الصورة الطيبة للشعب الاردني في الكرم والأمانة وأكدت أمنه واستقراره، لذا، فإن من حق الاردنيين أن ينعموا بما في بلدهم من كنوز أثرية وجمال في الطبيعة، رغم ما توفره وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة من عروض مشجعة من خلال توفير حافلات حديثة وبأسعار تتناسب مع الحالة الاقتصادية للمواطنين.
في اتصال مع وزير السياحة مكرم القيسي الذي تولى المنصب حديثاً، حيث يظهر نشيطاً، من خلال تكثيف زياراته الميدانية، للإطلاع على الواقع السياحي ولقاءاته المواطنين، طرحنا عليه أسئلة انصبت على كيفية تشجيع الاردنيين على السياحة محلياً، والخدمات المقدمة لهم، فأجاب أن من أولويات الحكومة ممثلة بالوزارة توفير الخدمة بكل اشكالها وجهوزية ونظافة تلك المرافق، وبالمقابل أن يحافظ المواطن على نظافة الموقع أو المرفق الذي يؤمه.
أما الترويج الثقافي السياحي، فإن مسؤوليته تقع الى جانب الوزارة وأذرعها، على الاعلام، كما يقول الوزير القيسي.
ختاماً، يظل سؤال المواطن: كيف نؤدي جميعاً هذه المسؤولية،ومتى؟!.