خلال مشاركة سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ضمن منتدى تواصل لفت انتباهي طلت سموه عندما ظهر يغلفه تواضعه الشبابي، والذي أبهر الحضور بتفاصيل وعيه للمهمات الاستراتيجية الملقاة على عاتق جيل الشباب، وفهم حقيقي وتلمس واقعي لمجمل الهفوات والثغرات والإنجازات والاستراتيجيات التي يمر بها وطننا الحبيب.
ذلك التواضع والواقعية رفعت منسوب التفاؤل والطاقة الإيجابية في نفوس الحاضرين، وأدت بالضرورة إلى توسيع مساحة القراءات الدقيقة للمنطلقات الفلسفية التي يرتكز عليها فكر سموه من خلال ركيزة أساسية موجهة للشباب بأن لا خوف في هذا الوطن على تلك الشريحة الشبابية، إذا ما ارتكزت على الربط الجدلي بين المبادرة والتكييف والمرونة التي يجب أن تكون حاضرة في الوعي الجمعي الأردني، والتي إذا ما تكاملت مع منظور الإصلاح السياسي الشامل بكل جوانبه الاقتصادية والإدارية والسياسية، فقد أوضح سموه أن إحداث تغيير بمنهجية العمل والجدية وا?مهنية في التطبيق والمتابعة، هو ما سيجعل القيمة المضافة والنوعية التي يتميز بها الأردني عن بقية أقرانه، وذلك ضمن إطار السلوك الوجداني الذي يترسخ في بنية الوعي الاجتماعي.
من هنا قد تطرق سموه إلى الإخفاقات قبل الإنجازات، مركزا على أن العامل الموضوعي هو سبب محوري في تأخرنا وأن المطلوب في الجوهر والمضمون هو التركيز على الجراءة في صياغة المبادرة والتكيف أيضا مع البيئة المحيطة والتحضير للمستجدات والمرونة التي تنتج عن فهم الواقع الموضوعي، وهذا هو العامل الحاسم أي العامل الذاتي.
تطرق بعدها سموه ومن خلال تفاؤله وتواضع رده على الحضور إلى إنجازات ترتقي إلى مستوى المثالية، وخاصة في القدرة على مواكبة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي، وخلق توازن بين المخرجات الأكاديمية ومتطلبات السوق، وأن الرافعة الحقيقية للوصول إلى استكمال مشروع التحول يرتهن في إنجاز الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإداري، خاصة وأن الإدارة المثلى ستكون رافعة حقيقية في تطوير المهارات ودعم وإسناد الشباب، وهو بالمضمون أن التفاعل مع التمكين في المجالات الثلاث يؤدي إلى دعم وإسناد شبابنا في مخططاتهم وطموحاتهم، مثل التفكير التح?يلي والابتكار وحل المشاكل المعقدة ضمن إطار التخطيط الاستراتيجي.
إن الشكل الذي أوحى به تواضع سموه والمضمون والجوهر الذي طرحه خلال مشاركته كانت له آثار محورية في رفع مستوى حوار منتدى تواصل حول الواقع والتطلعات وانتماء سموه في التفكير المنهجي وقراءة الواقع من بعد شبابي متلمس بكل التفاصيل هموم الوطن عامة والتمكين الشبابي والأكاديمي والمهني في كل ابعاده.
إذن إنها مشاركة عبرت عن ذلك الحس المسؤول لدى سموه وابتسامته التي رافقت معظم حواره والتي جعلت الإمكانات تتصاعد بتفاؤل النصف المملوء من الكأس والتي أوجبته تلك الابتسامة.