«لا أوحش الله منك يا رمضان»، نودع شهر الخيرات والبركات شهر الرحمة والغفران بكل تفاصيله الجميلة وروحانياته المتميزة والتي تكرس أسمى أوجه العفو والتسامح والتكافل والتضامن.
رمضان يجسد بكل عباداته وطقوسه صور التعاضد والتضامن والتراحم بين مختلف فئات المجتمع فالكل ساع ومجتهد قدر استطاعته ليقدم الخير والفضيلة والمساعدة في أيام خير معدودات،،تقرباً الى الله عز وجل.
صور ومشاهد كثيرة عايشناها خلال الشهر الفضيل الذي اقبل على النهاية، عكست مدى التلاحم والتضامن بين ابناء المجتمع الاردني الواحد فالكل يسند الكل ويسعى بكل ما اوتي من حول وقوة للاخذ بيد كل محتاج وطالب حاجة.
لا نذيع سرا عندما نقر بان الكثير من المعوزين بين ظهرانينا يحتاجون لمد يد المساعدة لهم وتأمين ما يلزمهم ويعينهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها افرادا واسرا.
عمل الخير في شهر الخير كان في المملكة بأوج عطائه فالكل يتسابق لعمله دون تردد او تلكؤ،،وهذا ما شهدناه وعايشناه واقعا ملموسا من مختلف الجهات الرسمية والاهلية والمواطنين فكانوا العون والسند لكل محتاج.
وهنا ما شهدناه من عمل خيري منظم ومستمر طيلة ايام شهر رمضان المبارك يدعو للفرح والغبطة على هذه المشاعر النبيلة والسامية التي يتحلى بها أبناء المجتمع الاردني ليسطروا أبهى صور التكافل والتضامن الحقيقي وهذا ديدن الاردنيين بالفزعة والنخوة لإعانة كل فقير ومعوز وطالب حاجة.
اعتقد جازما ان الكثير من الاسر العفيفة والمحتاجة بمختلف أرجاء المملكة استطاعت تجاوز الظروف المعيشية الصعبة بمساعدة اهل الخير لهم خلال الشهر الفضيل،،عبر تقديم المساعدات العينية والمالية،والغذائية.
هذا التضامن المحمود يجب ان لا يتوقف عند حدود الشهر الفضيل فاعمال الخير لبس لها حدود زمانية او مكانية ما يتطلب من أهل الخير الاستمرار بمد يد العون والمساعدة لابناء جلدتهم طيلة ايام العام.
المطلوب اليوم أن نؤسس لأعمال البر والخير رسميا وشعبيا وان لا نقف مكتوفي الايدي حيال ما يواجهه بعض ابناء مجتمعنا من تحديات في الظروف المعيشية بالعمل على تقديم كافة أشكال العون والمساعدة لهم لتعينهم على صعوبات الحياة.
الخير في مجتمعنا موجود وقيم التضامن والتكافل بين ابنائه من مختلف فئاته نعيشها واقعا ملموسا غير أنها تتطلب إدامتها واستمراريتها وأن لا تقتصر فقط على شهر رمضان الكريم،فلا ضير أن تعمم هذه السلوكيات الحميدة على باقي أيام العام ما ينعكس بالضرورة ايجابياً على الوطن وأبنائه.
كل عام والأردن وابناؤه وقيادته بألف خير، وأدام البر والخير في وطني إلى يوم الدين.