728x90
خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

معادلة غياب الوسطية وانتشار الجريمة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سارة طالب السهيل

عاشت مجتمعاتنا العربية لدهور طويلة في سلام وأمن اجتماعيين بمحافظتها على فطرة الوسطية في معيشتها وعلاقاتها الاجتماعية، كانت مجتمعات قانعة وراضية برزق الله لها، ومنتجة ومتحابة ومتآخية بلا عنصرية ولا تمايز طبقي رهيب كالذي نعيشه في زماننا.

ارتبطت الوسطية بعدة تجليات في المعاني مثل اليسر والسماحة، والسهولة والوسع واللين والرفق، فأين نحن من هذه المعاني في زمن طغت فيه المادية فغابت عنه الوسطية وانتشر الفاحش والجريمة.

فنحن اليوم إما بين فقر مدقع أو غنىَ فاحش، وبين مواطن معارض لحكومة دولته أو مواطن قانع بما يجري بدولته ولا يجهد نفسه بالتفكير في بحث مشكلات الواقع الذي يعيشه وايجاد افكار للاصلاح، فالوفاء للوطن لا يتعارض مع تقديم النصح والافكار البناءة لتطوير المجتمع.

للأسف، فان الوسطية قد اختفت في الكثير من مظاهر حياتنا المعاصرة، فاما «داعش» والفكر التكفيرى المتطرف والارهابي، واما قمة الانحطاط الاخلاقي والديني، فقدنا بوصلة الوسطية التي عشناها صغارا وتربينا عليها حيث التدين سهل لين طبيعي وفطري.

وعندما غابت الوسطية عن حياتنا صار هناك من لا يجد قوت يومه، بينما آخر يغرق بيته باغراض ومشتريات لا يحتاجها فعليا! حتى في الملابس نجد من يلبس الطاووس لاظهار غناه الفاحش، في مقابل من يهمل نفسه ونظافته وملابسه!

"خبزنا كفانا» كان شعار اهل الريف في بلدنا العربي وانعكاسا لاسلوب حياة وسطية قانعة راضية بالفقر والحياة البسيطة والاخلاق الرفيعة، ومع ذلك فلم يعرفوا الجرائم والقتل والتعذيب والسرقة والمخدارات التي نعاني منها اليوم.

بينما يرجع الخبراء في علم النفس والسلوك المعاصرين بعالم اليوم انتشار الجرائم وسوء الاخلاق الى الفقر، وبرأيي ليس الفقر وحده مسؤولا عن تدهور الاخلاق، ومما جعل الفقر محورا لانتشار الجرائم، هو الدعاية الاعلانية للسلع الاستهلاكية غير الضرورية والباهظة الثمن كالتي يستهلكها نجوم الفن والرياضة وغيرهما، وكذلك المبالغة في اقامة الحفلات والولائم وفيديوهات ترويج البضائع غير الضرورية من الملابس الفاخرة والمجوهرات الثمينة وتصوير بعض السيدات من لمقتنياتهم ونشرها على السوشال ميديا كحديثين النعمة مما خلق ما يعرف بالحقد الطبقي.

وبات من ليس ضروريا صار ضروريا مثل شراء موبايل لطفل في السابعة من العمر، وهكذا تتعد المتطلبات للطفل الصغير، ولابد لأهله أن يحققوا طلباته بزعم حتى لا يكون أقل من غيره!.

وهناك ترويج دعائي وغير مباشر على قنوات اليوتيوب التي تعرض أماكن المطاعم الفاخرة ومحال الملابس، والاثاث الفخم وأماكن التنزه والرحلات المكلفة للغاية، وكل هذه الدعايات تحبط الفقير وتشعره بالعجز والحقد على غيره من الميسورين إلا ما رحم ربي.

وهناك الألعاب الإلكترونية والدراما والأغاني التي تحث على القتل والسرقة، كذلك طبيعة المجتمع الذكوري المتطرف الذي يحلل جريمة قتل الانثى والاطفال، ولم يستثن المسيحين من جرائم القتل، فأحد الشباب يقتل ابنة عمه بعد ان رفضت تحرشه بها وحافظت على طهارتها وعفتها، فأين الامان الاجتماعي حتى داخل الاسرة الواحدة؟!

والحقيقة الواضحة كشمس الضحى زيادة معدلات الجرائم بالمجتمعات العربية والاسلامية ارتباطا بالفقر وزيادة متطلبات الناس في زمن التجارة الالكترونية والدعاية الضخمة للترويج لكافة السلع المهمة وغير المهمة، و انتشار المخدارت وحبوب الهلوسة والكريستال في كافة الاوساط خاصة الشبايية، ويختلط الفقر والجهل بالدين الحقيقي السمح.

فمن يقتل شباب بعمر الزهور بالمخدرات، وهم قد ربوا على الالعاب الالكترونية العنيفة مثل لعبة الموت الاحمر وغيرها الذي يعلم الطفل جرائم القتل والسرقة للحصول على المال لا يهمه سوى الكسب المادي، ومن يروج لسلع تجارية باهظة بأساليب جذب جهنمية لا يقوى علي شرائها معظم طبقات مجتمعاتنا لا يهمه سوى الكسب السريع.

والمسيطرون على العالم فيما يعرف بحكومة العالم الخفية، بنشر الحروب والفتن الطائفية ويتحكمون بمصائر الشعوب واقتصاديات اوطانها ويحركون العالم كأنه دمية بين أصابعهم، كل ذلك عمل على نشر الجرائم على العلن وصرنا نتعاطاها كما نأكل ونشرب ونتنفس.

فما نعيشه اليوم من جرائم حتى لاتفه الاسباب صار فوق تصوراتنا العقلية، فمن يقف وراء كل الجرائم؟ فبينما الاراء تذهب الى وجود توجه عالمي بنشر الجريمة اما بالحروب او التقاتل المذهبي، او التقاتل العاطفي كما في قصص البنات اللواتي قتلن في الفترة الماضية، او الموت بجرعة مخدرات زائدة وتغييب العقل والدين.

وآراء أخرى تنفي فكرة المؤامرة على الشعوب، متناسيين فكرة المليون الذهبي بالقضاء على البشر وافنائه في بضعة سنين، وكانت المؤشرات قوية مع موجات كورونا التي حصدت آلاف الأوراح!.

بظني أنه لا نجاة للبشر على كوكبنا بمعزل عن العودة الي الفطرة، واتباع منهج الوسطية في تعليم ديننا السمح والميسر لأمور دنيانا وآخرتنا معا، ونعانق الاعتدال في مختلف مظاهر حياتنا اكلنا وشربنا وعلاقتنا الاجتماعية، ومن يملك أكثر من غيره فلينفق على المحتاج حتى لو ان تنظيم هذا من مسؤولية الحكومة ولكن التكافل و الشعور مع الاخرين يلزمنا المساعدة

اننا بحاجة ماسة الى تطوير منظومتنا التعليمية وبرامجنا الإعلامية والقانونية معا لتكريس قيم الوسطية في الاعتدال والسلوك ومناهضة اي عمل فني او دعائي يقوض السلامة المجتمعية ويقلب الأحقاد بين طبقات المجتمع.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF