أن تنجح وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية العالمية وما يرافقها من متغيرات كبيرة على السياسات النقدية والمالية لمختلف دول العالم بطرح سندات «يوروبوند» و بقيمة١،٢٥٠ مليار دولار وبسعر فائدة ثابت 7.5 % وبمشاركة 230 مؤسسة استثمارية من أمريكا وبريطانيا وأوروبا وآسيا ودول الخليج فهذا بحد ذاته رسالة ودليل قاطع على استقرار اقتصادنا و نجاعة سياستنا النقدية والمالية، فلتطمئنوا.
لنتفق اولا على أن طرح هذه السندات وفي هذا التوقيت تحديدا والذي تشهد فيه دول كثيرة حالة عدم استقرار نقدي ومالي يعتبر أمراً في غاية الصعوبة في ضوء ارتفاع حجم الطلب على هذه السندات من قبل الكثير من دول العالم والتي تسعى للحصول عليها بهدف تصويب أوضاعها المالية الغير مستقرة والتي تأثرت جراء المتغيرات الجوسياسية بالعالم بالاضافة إلى ما أسفرت عنه جائحة كورونا من تداعيات صعبة على اقتصادياتها.
نجاحنا في طرح تلك السندات وبهذه الفائدة التي تعتبر أقل من الإصدارات الماضية بواقع ٢٥ نقطة أساس بالرغم من قيام البنك الفدرالي الأمريكي برفع الفائدة سبع مرات منذ الإصدار السابق ومنافسة الكثير من الدول في العالم هو دليلٌ قاطع بأن اقتصادنا اليوم يعتبر من أقوى الاقتصاديات في العالم قدرة على مواجهة التحديات وأكثرها مرونه بالتعامل معها وتحويلها إلى فرص تنعكس على واقع المواطنين إيجابيا من خلال جذب الاستثمارات وإقامة المشاريع وتخفيف نسب البطالة والفقر ورفع الصادرات وزيادة الانتاجية.
إن تشارك مئات الجهات ومن مختلف دول العالم للحصول على السندات الأردنية وأن تجتهد للمشاركة فيها ليس من باب المجاملة فقط ولا لأنها تريد فقط المشاركة، بل نتيجة لما لمسوه من حالة استقرار اقتصادي تعيشه المملكة في ظل هذه الظروف و المتغيرات العالمية الصعبة التي هزت كبرى الدول، وإدراكا منهم بأن هذا الاستقرار جاء نتيجة الاستقرار السياسي والاجتماعي والذي استطاع الأردن بفضلهما مواجهة كافة التحديات بالإضافة إلى تحقيق معدلات نمو اقتصادنا وبمختلف القطاعات وبشهادة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني والتي ثبتت تصنيف المملكة عند B+/B بفضل الإصلاحات التي تقوم بها وزارة المالية والتي تهدف إلى تعزيز الاستثمار وتوسيع القاعدة الضريبية واستهداف الفساد.
كل ما حولنا وبشهادة العالم يؤكد على أننا ماضون إلى الأمام اقتصاديا وبأننا نمتلك اقتصاداً قوياً رغما عن قلة الامكانيات والثروات، باستثناء بعض من السوداوين والمحبطين والمتشائمين والباغضين والحاقدين والذين لا هم لهم سوى التشكيك باقتصادنا وبإجراءاتنا والتي هي اليوم ليست حبرا على ورق بل واقع ملموس نعيشه وبشهادة العالم، غير أنهم و في كل مرة يُصدمون بمناعة اقتصادنا وبشهادة العالم سواء مستثمرين ومؤسسات دولية وصناديق استثمارية عالمية والذين لا يجاملون أي دولة على حساب مصالحهم فمشاركتهم دليل على مناعة اقتصادنا وثقتهم به، فلنطمئن فاقتصادنا منيع ولنحذر من المشككين والحاقدين.