خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مبادلة الشطائر.. التغيير المطلوب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

في البداية استميح عذراً جلالة الملكة رانيا العبدالله استخدام عنوان قصتها المشهورة (مبادلة الشطائر) للأطفال عنواناً لمقالي، فهي وأجزم أنها لا تمانع طالما أن الهدف نبيل، فحديثي هنا عن الإصلاح والتغيير يتفق ومغزى القصة على بساطتها، بأن لا يكون لدينا أحكام مسبقة على الأشياء والآخرين قبل أن نجربها، ومن هذا المنطلق أرغب في الاجتهاد من خلال معرفتي وتجربتي الفكرية المتواضعة. فجميعا نتعامل مع الرغبة في التغيير من منظور نقدي مادي، أي ننتقد المنظومة التي يستند إليها الهيكل التنظيمي السياسي والاقتصادي والإداري للدولة الأردنية؟ أنها قديمة وبحاجة إلى التغيير والإصلاح لما فيها من عيوب لا تتماشى والتطور الذي يشهده العالم، لا سيما وأن التكنولوجيا الرقمية أصبحت هي المحرك الأول لنهضة الدول، صحيح أن هناك جهوداً لدينا تبذل في هذا السياق من خلال التحول الإلكتروني في تقديم العديد من الخدمات، ولكنها تبقى ضمن مساقات محددة بعينها وليست ضمن منظومة متكاملة لإدارة الدولة ككل.

إن النقد البناء لا يعني بالضرورة الاكتفاء بسرد الأخطاء واقتراح الحلول، فالاصلاح يقوم على ثلاثة عناصر اولها المنظومة التشريعية ومن ثم الأدوات وثالثها وهو الاهم العنصر البشري، فمهما امتلكنا من أدوات وبرامج ودراسات واجرينا التعديلات التشريعية دون أن يكون لدينا انسان قادر لديه الرغبة والإيمان في التغيير سوف نبقى ندور في حلقة مفرغة تغيير في الشكل وابقاء المضمون، ولن نحقق سوى أهداف ثانوية لا تغنى ولا تسمن من جوع. والحقيقة أن أغلب الدول العربية تعاني من هذه المشكلة وفي هذا السياق اجد أن أفضل من شخص عبر عن هذه الح?لة في حديثه هو الفيلسوف والمفكر المغربي الدكتور (محمد الجابري) في احد اشهر مؤلفاته «العقل المستقيل» بقوله: اننا كعرب لا نسعى للوصول الى نتائج مبنية على مقدمات منطقية وبحث علمي بقدر ما نبحث عن ادلة عقلية تثبت صحة ما نمتلكه من افكار موجودة مسبقا. واعتقد أن الجابري يتحدث عن محدودية الحرية الفكرية لدى الانسان العربي، لانها مشبعة ذهنيا بالقيود والخوق من التغيير والجنوح نحو النمطية الفكرية، وفي ضوء ذلك وحتى نصل الى تحقيق أهدافنا لا بد من توفر بعض العناصر من أهمها الاعتراف بالمشكلة وتشخيصها بحيادية وبمنطقية، فذلك?نصف الحل ثم طرح الحلول الجدية الدائمة التي يمكن البناء عليها بعقول منفتحة ومن ثم توفير الآليات والوسائل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا.

لا بد أن نمتلك الرغبة في التغيير والحرية الفكرية والقدرة على إنتاج المعرفة الصحيحة والموضوعية بعيدا عن أية قيود واحكام عقائدية اجتماعية أو سياسية مسبقة والاستناد الى العلم والفكر والمنطق في التحليل القابل للقياس للوصول لنتائج صحيحة يمكن تحقيقها على أرض الواقع. واخيرا والأهم الايمان وعدم الخوف والقبول بالرأي والرأي الآخر والإنفتاح والاخذ بالنقد البناء، فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فالأمم التي سبقتنا في هذا المضمار خلعت عنها ثوب الخوف والتردد والإنسياق وراء الممنوعات والمحذورات والمحرمات، فكل ماهو مطروح ي?ع على طاولة قابلا للنقاش، فلا يمكن أن يحدث التغيير وكل منا يتمسك بافكاره وقناعاته المسبقة اتجاه الآخر، وفي هذا السياق أجدني انساق مجددا نحو رواية أو قصة (مبادلة الشطائر) فالمطلوب أن نقبل التغيير وأن لانصدر الأحكام المسبقة، فجميع العلوم مبنية على الفرضية وعلى التجربة التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم من تقدم.

* أستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF