شكل الحراك الحزبي الذي شهدته المملكة أخيرا حالة من التفاؤل بُعيد عقد المؤتمرات التأسيسية لبعض الأحزاب الجديدة وسط حضور كبير ولافت من مختلف شرائح المجتمع والنخب السياسية، لتعلن ولادة أحزاب قادرة على المضي قدما في تعزيز الحياة الحزبية.
المتابع للحراك الحزبي منذ إقرار قانوني الأحزاب والانتخاب والتعديلات الدستورية ذات الصلة؛ كأحد نتاجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية المدعومة برعاية وضمانة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعم الأول لتمكين الأحزاب وصولا لتشكيل حكومات حزبية تؤسس لعملية التحول الديمقراطي المنشود وصولا للأردن الأنموذج، يلتقط الإرادة القوية التي تسلح بها مؤسسو تلك الأحزاب.
الملفت والإيجابي حجم الحضور الكبير الذي شمل كافة شرائح المجمتع خصوصا المرأة والشباب وهذا الهدف الأسمى لتمكين الفئتين حزبيا وسياسيا، فبالنظر إلى قوائم المؤسسين نجد أن السواد الأعظم هم من فئة الشباب الأمر الذي يشكل إضافة نوعية لعمل هذه الأحزاب.
وهنا نجد أن القوائم الحزبية لم تخل من النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنوقراط في مختلف القطاعات ما سيسهم بالتأكيد في تجويد العمل الحزبي البرامجي المفضي إلى حياة حزبية ثرية ومؤثرة حتما ستحقق ستحقق المرجو منها.
ليس من باب التفاؤل المفرط لكن أرى أن ما شهدناه من حراك حزبي واشتباك وتفاعل مجتمعي مع الأحزاب المؤسسة حديثا أو القائمة أصلا يثلج الصدر ويعد بداية مبشرة ومؤشر إيجابي في ظل هذا التنافس الموضوعي والبرامجي بين مختلف الأحزاب ضمن سياسة الاستقطاب والجذب التي تقوم عليها تلك الأحزاب.
المطلوب اليوم أن لا نطلق الأحكام المسبقة حيال هذه التجربة بل لنمنحها الفرصة الكافية، وبالتوازي دعمها وتمكينها عبر الانخراط بها وصولا لتعزيزها وإنجاحها كل من جهته وعبر قناعات راسخة بالرؤى والبرامج التي يطرحها كل حزب.
وفي هذا على القائمين على الأحزاب عدم الاستكانة والوقوف عند حدود المؤتمرات التأسيسية بل المضي قدما بسياسة الاستقطاب الموجهة لكافة شرائح المجتمع وهذا يتطلب جهودا مضنية قوامها برامج وطروحات مقنعة وفاعلة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع لتكون عامل جذب ناجح للفئات المستهدفة.
ختاماً، حراك حزبي يثلج الصدر قوامه إرادة وعزيمة وإصرار لإكمال المسيرة، قد يؤتي أكله إذا ما كتب له النجاح وصولا لتحقيق الهدف السامي بالوصول ألى حياة حزبية حقيقية تلبي طموح الأردن قيادة وشعباً..