خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

دبلوماسية الإنسانية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

نتابع جميعا وبحزن عبر وسائل الإعلام المختلفة, الزلزال الشديد الذي أصاب كل من الأراضي التركية والسورية، وما خلفه من إصابات وضحايا بالآلاف. ولقد أسهمت الحالة الجوية من ثلوج وأمطار وبرودة شديدة, في ارتفاع نسبة الوفيات والتأثير على سرعة عمليات الإنقاذ، مع الأخذ بعين الإعتبار الفوارق الكبيرة في الإمكانيات اللوجستية والمادية ما بين الدولتين. فكما نعلم فإن الزلزال في سوريا أصاب المناطق الشمالية التي تخضع في جزء كبير منها لما يعرف بالمعارضة السورية, وهي بالأصل مناطق صراعات وتوتر عسكري دائم، مما أثر بشكل كبير وكان ?ببا في ضعف عمليات الإنقاذ، التي قلنا تكاد لا تمتلك أبسط الوسائل الحديثة للإنقاذ.

من المعلوم تاريخيا ومنذ أن خلق الله البشرية (قابيل وهابيل) والإنسان يقتل أخيه الإنسان, طمعا بالسيطرة والتملك، بل إن أغلب ضحايا البشرية على مر التاريخ سببها النزاعات والصراعات بين المجتمعات (الدول)، لتأتي بعدها المجاعات والأمراض والأوبئة، التي في أغلبها سببها أيضا الإنسان نفسه، ومن ثم تأتي الكوارث الطبيعية الناجمة عن الزلازل والفيضانات وغيرها من عوامل الطبيعة.

لقد حاول المجتمع الدولي منذ بداية القرن المنصرم، تنظيم المجتمع الدولي من خلال قانون دولي، ينظم العلاقات الدولية إستنادا الى معاهدات واتفاقيات دولية، وإنشاء المنظمات الدولية، تهدف جميعها للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ولكن للأسف ما زالت البشرية تطغى عليها الأطماع والجشع والسيطرة، التي أفضت الى صراعات وحروب عالمية ودولية، ذهب ضحيتها مئات الملايين، بل إن المجتمع الدولي لم يكتف بذلك، فلقد قسم نفسه الى فئات: دول غنية ودول فقيرة، دول متقدمة ودول نامية، دول مسيطرة ودول تابعة، دول متحضرة ودول متخلفة. وللأسف جمي? هذه التصنيفات سببها الرغبة في الهيمنة والسيطرة. وفي النهاية من يدفع الثمن هم الشعوب. نعم إن العلاقات الدولية لا تحكمها العواطف، ولكن تحكمها المصالح، فالكل يبحث عن مصلحته، ولكن الكثير من الدول لا يتحقق لها ذلك، إلا من خلال الإعتداء والسيطرة، والعمل على تحطيم الآخر، فها نحن نشهد حربا عالمية بالوكالة، بين روسيا وأوكرانيا، ذهب ضحيتها الآلآف من الضحايا، ناهيك عن تدمير مدن بكاملها. بل إننا نشهد بين الحين والآخر حروبا أهلية، سببها جشع زعيم بالسلطة، دمر فيها مدنا، ويذهب ضحيته الآلآف والملايين من البشر. إن الحديث ?ما نفعله بأنفسنا كبشر يطول، فبأسنا بيننا شديد، فلماذا نغضب من الطبيعة؟..

أنا هنا لا أنكر أننا نشهد حاليا بعد زلزال تركيا وسوريا، حالة من الإنتفاضة الدبلوماسية الإنسانية، يشارك فيها الكثير من الدول، بتقديم المساعدات بمختلف أشكالها، الجميع يترفع فيها عن الخلافات، لتسود الدبلوماسية الإنسانية فوق كل اعتبار. وفي هذا السياق لا بد ومن باب الإنصاف، أن نشيد ليس فقط بالدبلوماسية الأردنية التي تتسم دائما بالود والسلمية والعلاقات الجيدة مع كافة دول العالم، ولكن أيضا أن نشيد بالجهود التي يبذلها جلالة الملك في تقديم الدعم والمساعدات لكل الدول التي تحتاج الى مساعدات إنسانية، سواء كانت طبية أو?ينية دون شرط او قيد، عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، فهذه هي الدبلوماسية الإنسانية التي يجب أن تطغى على كل اعتبار.

مستشار وأستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF