د. فتحي الأغوات
تنبع أهمية لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن، أخيرا في واشنطن، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد،في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بجملة تحديات، تهدد الامن والاستقرار وتدفع بالمنطقة الى دوامة جديدة من العنف، والمزيد من الاعتداءات على الشعب الفلسطيني الاعزل، الامر الذي يحتم على الولايات المتحدة الدفع نحو التهدئة وفرض أفق سياسي حقيقي كونها الراعي الاول للعملية السلمية حفاظا على فرص تحقيق السلام الشامل والعادل القائم على حل الدولتين.
جلالة الملك ومن واشنطن اكد ضرورة وقف الخطوات الإسرائيلية الاحادية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه المزيد من التأزيم، مثل الاقتحامات المتكررة للأماكن المقدسة عند المسلمين والمسيحيين، وهدم منازل الفلسطينيين، ومحاولة طردهم وابعادهم، مشددا جلالته على أهمية تكثيف الجهود لدعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه العادلة والمشروعة، وقيام دولته المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
لقاءات الملك بالقيادات الأمريكية على مختلف مستوياتها لها دلالات سياسية مهمة وعميقة،فالاردن مصدر ثقة ودولة آمنة ومستقرة، وله ثقله في المنطقة، وهناك اعتراف من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بذلك، إضافة الى ما يتمتع به الاردن من مصداقية، و أهمية سياسية استراتيجية هي موضع ثقة دولية، كما حمل اللقاء تأكيد أميركي داعم لاستقرار الاردن، فالتعهد الاميركي وفقا للمعايير السياسية والدبلوماسية للدول العظمى، مهم جدا وتسعى اليها جميع الدول.
على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة فقد كانت على الدوام متينة، وهناك تحالف استراتيجي بين عمان وواشنطن، وقد كان للاردن مواقف صلبة ومبدئية، في محطات كانت تهدد الثوابت الوطنية والتاريخية للاردن، حيث وقف جلالة الملك موقف شجاع وجريء برفض صفقة القرن واثبت الاردن ان القضية الفلسطينية والقدس هما الاولوية في سياسته ودبلوماسيته.
تجديد الرئيس الأمريكي لجلالة الملك دعمه لحل الدولتين، وتأكيده على الدور الحيوي للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس،وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف، يمثل قوة للدبلوماسية الاردنية بقيادة الملك في التأثير الدبلوماسي الدولي، والتصدي لسياسة تغيير الوضع القائم التي تهدف اسرائيل لها في المدينة المقدسة .
ووفقا لرئيس المعهد الدبلوماسي الأردني الوزير والسفير الأسبق جمال الشمايلة فإن لقاء جلالة الملك مع بايدن يأتي استمراراً لدور الأردن المهم في المنطقة،ملمحا إلى إن زيارة الملك تحمل عناوين إقليمية ومحليه مهمة، مضيفا ان ملفات تهم امن واستقرار المنطقة تم تناولها خلال اللقاء وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على القدس، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية معنية وحريصة على الاستماع بشكل متواصل لرؤية وأفكار جلالته، و قدرته على تحليل مجريات الأمور في المنطقة.
الشمايلة، أشار ايضا الى ان الرؤية التي ينتهجها الأردن محط احترام وتقدير الإدارة الأميركية نظرا لما يحمله جلالته من حنكة دبلوماسية وتقدير دولي لدوره في حفظ الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وحول العلاقات الثنائية وطريقة تمتينها وتعزيزها بالدعم الفني والمالي والاقتصادي، بين إنها كانت حاضرة على أجندة لقاء الزعمين في سياق تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
ولفت الشمايلة الى الدور الذي يحظى بها الأردن في قضايا المنطقة،والتقدير العالمي والإجماع الإسلامي والمسيحي على الوصاية الهاشمية على المقدسات.
الباحث والمحلل السياسي الدكتور مصطفى عواد قال إن الرؤية الحصيفة التي ينتهجها الأردن بقيادة جلالة الملك هي الأقدر على توضيح الرؤية الإستراتيجية والتحليل السياسي الأعمق حول مجريات الأمور في المنطقة، في ظل متغيرات إقليمية معقدة.
وأشار عواد إلى أن زيارة الملك إلى الولايات المتحدة، تأتي في إطار السعي لترسيخ القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية، ونقل حاجات وتطلعات الشعوب المنطقة، إضافة إلى أنها تأتي في إطار تعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين.