خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«قصة حديقتين».. في مصر!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

على موقع ((مدى مصر)) 17/ 1/ 2023 كتب نبيل الهادي استاذ الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة مقالًا بعنوان ((ماضي وحاضر ومستقبل الحديقتين.. الحيوان والأورمان)) جاء فيه أن هاتين الحديقتين المتجاورتين أُنشئتا في القاهرة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بعد ان استقرت شواطئ النيل بإنشاء القناطر الخيرية قبل ذلك بعدة أعوام، للسيطرة على معدل تدفق مياه النيل شمالًا ما سمح بالبناء والتخطيط ومشاريع الري الكبرى في شمال الدلتا وخاصةً شبكة الترع التي بدأها محمد علي باشا لاستصلاح مساحات كبرى من الأراضي الزراعية بلغت مليون?ْ فدان أُضيف لها حتى خمسينات القرن العشرين، حوالي مليونين وتسعمئة ألف فدان اخرى.

وبوفرة الماء للري زاد تزيين المدن بأشجار الشوارع والحدائق كالأزبكية والأسماك والاندلس والحيوان والأورمان في القاهرة وعمر معظمها الآن ١٢٠ سنة، وتوسعت زراعة القطن لتلبية احتياجات(!) مصانع الاقمشة في انجلترا. وللتذكير فان كثرة الأشجار والنباتات الخضراء كغطاء على سطح التربة يسهم في انقاذ الكوكب من التغير المناخي، أما المطروح لتطوير الحديقتين بعد تدهور احوالهما في السنوات الاخيرة فان كلام الاستشاريين القائمين على المشروع مُطَمْئن حتى الآن، اذ يقولون إنهم لن يسمحوا بأي محاولة للاعتداء على الأشجار بل تحويل الحديق?ين الى مركز للحفاظ على التنوع البيئي يكون مثالًا للمحميات الطبيعية لتنفيذ التزاماتنا في اتفاقات التغير المناخي، وبتكلفة ممكنة التدبير فان عوائدها على صحة الناس وإنعاش الاقتصاد اكبر بكثير مما يصبو له من يفكرون باستجلاب منافع اخرى قصيرة الأمد!!

ويقول كاتب المقال انه ليس لديه معرفة باستشاري المشروع برنارد هاريسون خبير تصميم ((حدائق الحيوان)) وما إذا كان يدري أن مثل هذه الحدائق حول العالم.. بدأت تنتهي! فالحيوانات مكانها الصحيح في بيئاتها الطبيعية، اما الاحتفاظ بها في أقفاص او بيئات مصطنعة فنوع من القسوة غير المبررة ولا تليق بالكائنات الحية، أو ما إذا كان قد أجرى بحثًا عن تاريخ النيل والمدينة، او لديه إيمان بالعمل مع المجتمع المحلي ومشاورة السكان، ام إنه سيرسل اعماله الجاهزة فتبهر البعض ويراها بعضنا وخبراء البيئة غير ملائمة البتة!.

وإذ أُعرب عن تأييدي لآراء هذا المهندس المصري الحريص على بلده حتى لا ترتكب فيه جرائم البطش بالرئات الخضراء كما حدث في مدن عربية اخرى تحولت الى غابات اسمنتية شوهاء بحجة الاستثمار، سوف اسمح لنفسي ان اقلب الصفحة لبعض حديث عن جانب آخر لهاتين الحديقتين، فقبل اكثر من سبعة عقود كنت في القاهرة للدراسة وفي طريقي من بيت الطلبة الاردنيين الى الجامعة أدخل حديقة الاورمان لأستلقي منتعشاً على بساط أخضر لم آلفه قط في بلدي، مبهورًا بأشجار النخيل الباسقة، وتلحظ عيني دون قصد مشاهد العشاق الهاربين من أعين الفضوليين فيما لا يشب? بالطبع ما كنا نشاهده في السينما من أغاني الغرام بين عبد الحليم حافظ وشادية وكان كثير منها يُصوّر فيها، أما حديقة الحيوان فقد احتضنت بعضاً من أحلى ذكريات شبابي، ولقربها من الجامعة كانت ملجأنا من البوليس بعد المشاركة في المظاهرات السياسية، أما تنسيقها وتخطيطها البديعان فأجمل ما رأت عيناي من مثيلاتها في عواصم العالم، ولشدة الاقبال عليها من قبل جميع فئات الشعب كانت تحظى باهتمام حكومي رفيع المستوى حتى لفت نظري ذات يوم خبر تعيين الاميرالاي عبد الله النجومي باشا قائد الحرس الملكي وكبير الياوران مديراً لها..

وبعد.. فلغير هاتين الحديقتين وسط هذه الذكريات الموغلة في القدم نصيب إذ كانت حدائق القناطر الخيرية ايضا تدهشنا حين تمتلئ عن آخرها في عيد شم النسيم بأعداد هائلة من المصريين المحتفلين من الصباح الى المساء بالغناء والرقص المصحوب بالطبلة.. وأكل الفسيخ! أتلاحظون ان مصر مازالت بعيني.. ام الدنيا!؟.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF